لندن (الاتحاد)
حتى قبل إعلان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، رسمياً تخليه عن زعامة حزب المحافظين، واعتزامه الاستقالة من رئاسة الحكومة عند اختيار خليفة له في قيادة الحزب، بدا وزير الدفاع بِن والاس، أحد أبرز المرشحين لخلافته في المنصبين.
فقد أظهر استطلاع للرأي أُجرته مؤسسة «يوجوف» بين أكثر من 700 من أعضاء الحزب الحاكم في بريطانيا، أن والاس، هو السياسي المحافظ الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الداخلية، التي ستُجرى لاختيار زعيم جديد، متفوقاً على زملاء له في الحكومة، على رأسهم وزيرتا الخارجية ليز تراس، والتجارة بيني موردِنت، بجانب وزير الخزانة المستقيل ريشي سوناك، وكذلك جيريمي هَنت الذي سبق له تولي وزارتيْ الخارجية والصحة.
فبحسب الاستطلاع، سيتغلب والاس، الذي أتم قبل أقل من شهرين عامه الثاني والخمسين، على تراس بنسبة 48 في المئة مقابل 29 في المئة، بينما سيتفوق على موردِنت بنسبة 48 في المئة مقابل 26 في المئة، في حين سيكون الفارق أكبر بينه وبين سوناك وهَنت، مُتغلباً على الرجلين، بنسبتيْ 51 في المئة مقابل 30 في المئة، و58 في المئة مقابل 22 في المئة، على الترتيب.
ويعتبر محللون أن الثقة التي يبديها جانب لا بأس به من جانب أعضاء «المحافظين» في والاس، خريج أكاديمية ساندهرست العسكرية المرموقة الذي كان والده جندياً كذلك في الجيش البريطاني، ربما تعود إلى أدائه كوزير للدفاع، في التعامل مع ملف الأزمة الحالية في أوكرانيا، فضلاً عن الموقف الذي أبداه خلال الأزمة الأخيرة التي عصفت بجونسون، وأجبرته على التخلي عن قيادة حزبه، والإعلان عن استعداده للاستقالة من رئاسة الحكومة.
فالعسكري المحترف السابق، الذي دخل الحياة السياسية من بوابة البرلمان الإسكتلندي عام 1999 قبل انتخابه عضواً في مجلس العموم البريطاني بعد ذلك بست سنوات فحسب، رفض أن يسير على درب عشرات الوزراء وكبار المسؤولين الذين قرروا الاستقالة من الحكومة، قائلاً: إن «ثمة التزاماً على عددٍ منّا بالبقاء في مناصبهم، لإبقاء وطننا آمناً، بغض النظر عن هوية رئيس الوزراء.. الشعب لن يسامحنا إذا تركنا هذه المكاتب الحكومية خاوية».
موقف والاس، الذي وصفه مراقبون بالمتزن، لم يحل دون أن ينضم هذا الرجل إلى قائمة المطالبين بخروج جونسون من الحلبة، وإن نصح الساعين لذلك، بإتباع القواعد التي يحددها الحزب الحاكم في هذا الشأن، ما عزز أسهمه في أروقة «المحافظين».