عواصم (وكالات)
اختتم حلف شمال الأطلسي قمّته في مدريد، أمس، على وقع تحذير روسي من قيام «ستار حديدي» بين موسكو والغرب، في توقيت استعادت فيه كييف التي جدد التحالف دعمه لها، من الروس جزيرة ذات رمزية كبيرة وأهمية استراتيجية للسيطرة على المسارات البحرية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي في مينسك مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي: «الواقع أن الستار الحديدي هو في طور القيام» مستعيداً العبارة الشهيرة لونستون تشرشل الذي كان يشير من خلالها إلى فصل القارة الأوروبية بين دول رأسمالية والكتلة السوفياتية، وهو ما أدى إلى الحرب الباردة.
وأضاف لافروف: «فليكن الغربيون حذرين ولا تعلق أصابعهم فيه، فالعملية جارية».
وجاءت تصريحات لافروف، في إطار رد فعل موسكو ومينسك على قمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت يومي الأربعاء والخميس، وجدد خلالها الحلفاء دعمهم القوي لأوكرانيا.
وفي خريطة طريق استراتيجية جديدة جرى تبنيها في قمة مدريد، صنف الحلف روسيا على أنها «التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء».
وتندد الوثيقة «بالشراكة الاستراتيجية العميقة» بين بكين وموسكو.
وأعلن الحلفاء عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا: إذ أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن مساعدات إضافية بمليار جنيه استرليني (1.16 مليار يورو)، فيما أعلن بايدن أن واشنطن ستسلم أوكرانيا مساعدات عسكرية جديدة «بأكثر من 800 مليون دولار» من مضادات للطائرات ومدفعية ومعدات أخرى. وأشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مراجعة للبرنامج العسكري للبلاد، مشدداً على ضرورة «تسريع وتفعيل إنتاج بعض أنواع المعدات».
من جهته ندد المستشار الألماني أولاف شولتس باتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحلف الأطلسي بأن لديه «طموحات إمبريالية»، واصفاً التوصيف بأنه «سخيف».
وردّت بكين، أمس، على توصيف بكين في خريطة الطريق الاستراتيجية للحلف «تحدياً لمصالحه».
وقال جاو ليجيان، الناطق باسم الخارجية الصينية: «هذه الوثيقة المزعومة حول مفهوم استراتيجي لحلف شمال الأطلسي لا تمت للواقع بصلة، وتعرض الوقائع بشكل معاكس، وتمعن في تشويه صورة سياسة الصين الخارجية».
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى «تكثيف» الجهود من أجل «وقف دائم لإطلاق النار» في أوكرانيا.
ميدانياً، تتواصل منذ أسابيع الضغوط الروسية للسيطرة على منطقة دونباس شرق أوكرانيا، إلا أن الأوكرانيين حققوا انتصاراً ذا رمزية كبيرة، بعد الإعلان عن انسحاب قوات موسكو من جزيرة الثعبان في البحر الأسود التي سيطر عليها الروس منذ الأيام الأولى للهجوم. وأكد الجيش الروسي، أمس، أنه انسحب من جزيرة الثعبان. وقالت وزارة الدفاع الروسية «في 30 يونيو في بادرة حسن نية، أنجزت القوات الروسية أهدافها المحددة في جزيرة الثعبان، وسحبت كتيبتها منها».
وتقع الجزيرة التي كانت قبل الهجوم الروسي تحت سيطرة خفر السواحل الأوكرانيين في شمال غرب البحر الأسود، وإلى جنوب-غرب أوديسا، أكبر الموانئ الأوكرانية حيث لا تزال مخزّنة ملايين الأطنان من محاصيل الحبوب بانتظار تصديرها.
لكن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الأوكراني أعلنت أن «الروس فروا في زورقين سريعين» تاركين الجزيرة «مشتعلة وسط دوي انفجارات».
ومن مدريد، سارع جونسون إلى تهنئة الأوكرانيين بهذا الانتصار، مشدداً على أنه يشكل دليلاً على «استحالة» إخضاع أوكرانيا.
وأعلنت السلطات التي نصبتها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، أمس، انطلاق أول سفينة محملة بسبعة آلاف طن من الحبوب الأوكرانية من مرفأ بيرديانسك، في أول عملية تصدير من نوعها.
وجدد الرئيس الروسي، أمس، لدى استقباله في موسكو نظيره الإندونيسي جوكو ويدودو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، التأكيد أن روسيا «لا تعوق تصدير القمح الأوكراني»، مندداً بالعقوبات الغربية المفروضة على بلاده والقيود المفروضة على الصادرات الروسية من أسمدة ومواد غذائية.
من جهته، قال ويدودو إنه سلّم الرئيس الروسي رسالة نظيره الأوكراني.