وائل بدران (أبوظبي)
أكد وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا، أن بلاده لا تدخر جهداً لإخراج صادراتها الغذائية بأسرع ما يمكن، في ضوء الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها، وحذر من أن الوقت ينفد أمام المزارعين الأوكرانيين، داعياً إلى الضغط من أجل السماح بممر بحري آمن للصادرات الزراعية.
وقال كوليبا: «ما لم تُحل المشكلة في غضون أسابيع قليلة، فلن يحصد المزارعين محاصيل جديدة، وهو ما يُعطل الدورة الزراعية الأوكرانية عاماً آخر، ويطيل أمد أزمة الغذاء العالمية لعدد من السنوات».
وأضاف كوليبا: «إن السفن الحربية الروسية أغلقت الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود وبحر أزوف، حيث كانت تمر 90 في المئة من الصادرات الغذائية»، قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وتابع: «كنا نصدّر بين 5 و6 ملايين طن من المنتجات الزراعية شهرياً» عبر هذا الطريق، لكنها توقفت الآن تماماً، متهماً روسيا بمنع 57 سفينة تجارية محملة بالسلع الغذائية في البحر الأسود، وصادرات غذائية أكثر بكثير في الموانئ.
وقال كوليبا، في ردّ على سؤال لـ«الاتحاد» حول اتهام روسيا لبلاده بزراعة ألغام في البحر الأسود وبحر أزوف، وأن هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم وجود ممر بحري آمن: «نعم زرعنا ألغاماً في البحر دفاعاً عن أنفسنا»، كما زرعت روسيا ألغاماً. وأضاف: «روسيا هاجمت أوكرانيا جواً وبراً وبحراً؛ لذا كنا نحمي أنفسنا من الاتجاهات كافة، وكان من المخطط أن تهاجم القوات الروسية ميناء أوديسا وتسيطر على أوديسا في الجنوب، وهي مدينة مطلّة على البحر الأسود»، مؤكداً أن بلاده اتخذت تدابير وقائية. ومنذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، أطبقت موسكو قبضتها على البحر الأسود، مانعة خروج السفن من الموانئ الأوكرانية، ومتهمة القوات الأوكرانية بزرع ألغام بحرية أينما كان بما يهدد أمن الملاحة.
كما ألقت بمسؤولية عرقلة سلسلة واردات الغذاء عالمياً، على العقوبات التي فرضها الغرب عليها.
واعتبر وزير الخارجية الأوكراني في رده على سؤال «الاتحاد»، أنه لا يمكن الترويج لفكرة أن أوكرانيا هي من أغلقت الممر البحري أمام خروج ودخول السفن بألغامها.
وقال: «إن الألغام ليست عقبة أمام تصدير المنتجات الزراعية إلى العالم، وإنما المشكلة الحقيقية هي ما سيحدث إذا ما نزعنا الألغام، فمن يضمن وكيف يمكن ضمان عدم استغلال فتح الميناء ومهاجمة أوديسا من البحر». وأضاف: «هذا السؤال هو ما يشغل بال الجميع: كيف نتأكد من أن روسيا لن تهاجم أوديسا من البحر؟».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد في أكثر من مناسبة أنه «إذا حُلت مسألة نزع الألغام، فيمكن حينها القول إن روسيا تستطيع ضمان عبور السفن من الموانئ الأوكرانية دون عوائق».
وحمل لافروف الدول الغربية مسؤولية التسبب بكثير من المشاكل المصطنعة عبر إغلاق موانئ البلاد، أمام السفن الروسية وتعطيل السلاسل اللوجستية والمالية.
وقال كوليبا: «المسؤولون الروس يقولون، إنهم يضمنون أنه بمجرد فتح الميناء، فلن نهاجم، وسنسمح بعبور السفن التي تحمل المنتجات الغذائية، لكن المشكلة أننا لا نثق في روسيا».
وتابع: «لهذا السبب نقول، إنه لا بد من آلية دولية موثوقة لضمان أمن الممر البحري، وهذه الآلية لمصلحة شركات الشحن ولمصلحة الجميع.. الألغام ليست مشكلة، وإنما المشكلة هي ضمان عدم مهاجمة روسيا لأوديسا من البحر إذا أزلنا الألغام».
ولفت كوليبا إلى أن تركيا تلعب دوراً بنّاء في تيسير التوصل إلى حل لأزمة الصادرات، مضيفاً: «لم نتوصل بعد إلى اتخاذ قرار، لكن الجيد أنه من حيث المبدأ، فإن الأمم المتحدة لديها خطة، والمطلوب الآن من الجميع الاتفاق على تفاصيل تلك الخطة والالتزام بتنفيذها».
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أعلن منتصف الشهر الجاري، عن تعاون وثيق مع السلطات التركية لإنشاء ممرات آمنة لصادرات الحبوب من أوكرانيا، عبر موانئها بمياه البحر الأسود.
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة على اتصال مع جميع الأطراف المعني، موضحاً أن «التفاصيل لا تزال قيد الإعداد، وسيتعين على الجانبين الأوكراني والروسي الاتفاق، كما سيتعين على جميع الأطراف الضامنة، بما في ذلك الجيش التركي، الموافقة على المضي قدماً بالخطة».
وتقول روسيا، إن الغرب ينشر الأكاذيب حول أسباب أزمة الغذاء العالمية التي تقول موسكو، إنها تتفاقم بفعل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها.
وروسيا وأوكرانيا من أهم منتجي السلع الزراعية في العالم، إذ تعتبر أوكرانيا من أكبر المصدرين لزيت الطهي والحبوب مثل الذرة والقمح. وتصدر روسيا كميات كبيرة من القمح والأسمدة.