موسكو (وكالات)
اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في المنتدى الاقتصادي بمدينة سان بطرسبرج، أن روسيا تتوقع استعادة العلاقات مع أوكرانيا بعد انتهاء «العملية العسكرية الخاصة» في ذلك البلد.
وأضاف بوتين، خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع رئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف: «عاجلاً أم آجلاً، سيعود الوضع إلى طبيعته».
وكانت روسيا أرسلت عشرات الآلاف من جنودها إلى أوكرانيا في 24 فبراير، فيما أطلقت عليه «عملية عسكرية خاصة» لنزع السلاح واجتثاث ما وصفتها «بالنازية» في أوكرانيا. وأكد بوتين الجمعة أن بلاده ليس لديها «أي شيء ضد» انضمام أوكرانيا المحتمل للاتحاد الأوروبي.
وقال بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى سانت بطرسبورغ: «ليس لدينا أي شيء ضد ذلك، إنه قرارهم السيادي بالانضمام إلى الاتحادات الاقتصادية من عدمه.. إنه شأن يخصهم، شأن يخص الشعب الأوكراني».
وترفض روسيا، التي تشنّ هجومًا في أوكرانيا منذ 24 فبراير، انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، الذي تعتبره موسكو تهديداً لأمنها، لكن «الأمر يعود لهم في ما يتعلق بتكاملهم الاقتصادي»، وفق قول بوتين.
وأضاف إن «الاتحاد الأوروبي ليس تحالفاً عسكرياً، على عكس حلف الأطلسي».
لكن الرئيس الروسي اعتبر أن «أوكرانيا ستتحول إلى شبه مستعمرة» للدول الغربية إذا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي، وأردف «هذا رأيي».
أعتبر أن الهجوم الذي تشنّه بلاده في أوكرانيا ليس له أي علاقة بالصعوبات الاقتصادية العالمية، ولا سيما تضخم أسعار الطاقة، محملاً مسؤوليتها للغرب و«سياسته الاقتصادية الخاطئة». وقال بوتين: نسمع جميعاً عن «تضخم بوتين» المزعوم، «لكن خطواتنا لتحرير دونباس لا علاقة لها بذلك».
وتابع الرئيس الروسي، منتقداً «الأخطاء المنهجية للإدارة الأميركية والبيروقراطية الأوروبية»: «عمليتنا تمثل لهم طوق نجاة لتعليق كل شيء على ظهورنا»، كما وجه سهام انتقاده «للسياسة الاقتصادية الخاطئة» التي تتبعها الدول الغربية.
كما أكد مجدداً أن بلاده وجيشها لم يمنعا أوكرانيا من تصدير حبوبها إلى الخارج، معتبراً أن كييف لديها خيارات عديدة، و«لسنا نحن من قام بتلغيم موانئ البحر الأسود».
وزرعت أوكرانيا ألغاماً قبالة سواحلها لحماية نفسها من إنزال عسكري لروسيا.
وتتفاوض الأمم المتحدة منذ عدة أسابيع مع موسكو وكييف وأنقرة للتوصل إلى اتفاق يسمح بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية العالقة.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية وتخفيف المخاوف من حدوث أزمة غذائية في العالم.
وشدد بوتين على أن «الوضع في أسواق الغذاء العالمية يتدهور، لكن ذلك ليس خطأنا على الإطلاق». وقال: «لا نود أن يعاني الناس في مكان ما، في عدد من البلدان، من المجاعة». وتابع: إن روسيا ليست مسؤولة عن ارتفاع الأسعار في سوق الحبوب العالمية، متهماً الغرب برفع أسعار المواد الغذائية عن طريق طباعة النقود و«اقتناص» المواد الغذائية في الأسواق العالمية.
وقال بوتين، إن روسيا مستعدة لزيادة صادراتها من الحبوب والأسمدة، وإنها سترسل صادرات غذائية إلى أفريقيا والشرق الأوسط. كما أعرب عن ثقته بعودة الشركات الغربية إلى روسيا، خصوصاً الأوروبية منها، بعد أن انسحبت بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأردف: «ليس لدي شكّ في أنه بمرور الوقت سيعود العديد من شركائنا من الدول الأوروبية إلى السوق الروسية، ولن نضع عوائق أمامهم. نحن منفتحون على العالم بأسره».
وقال: إن روسيا تدخل نظاماً عالمياً جديداً بوصفها «دولة قوية وحديثة».
وقال بوتين، في ختام خطاب استمر إلقاؤه 73 دقيقة أمام هذا التجمع السنوي، إن «الواضح» أن قواعد النظام العالمي الجديد ستضعها «الدول القوية وذات السيادة».
وذكر أن قرار روسيا شن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، صعب لكنه ضروري.