حذرت روسيا، اليوم الخميس، من توقف صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا وذلك بعد انخفاض إمدادات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" بشكل أكبر.
وقالت موسكو إن المزيد من التأخير في أعمال صيانة ربما يؤدي إلى تعليق جميع التدفقات.
وأوضح سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي لوكالة الإعلام الروسية إن التدفقات عبر خط الأنابيب قد تتوقف بالكامل بسبب مشكلات تتعلق بإصلاح توربينات.وأوضحت شركة "جازبروم" الروسية، التي تسيطر عليها الدولة، أنها خفضت إمدادات الغاز للمرة الثانية خلال يومين عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" الذي يمر تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا.
وتقلص الخطوة الإمداد إلى 40 بالمئة فقط من قدرة خط الأنابيب.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن التخفيضات في الإمدادات ليست متعمدة لكنها تتعلق بمسائل الصيانة.
وقالت ألمانيا إن روسيا تهدف إلى رفع أسعار الغاز.
وقفزت أسعار الغاز بالجملة في هولندا، وهو معيار أوروبي لتداول الغاز، بنحو 30 بالمئة بعد ظهر اليوم الخميس.
لدى خط أنابيب "نورد ستريم1" القدرة على ضخ نحو 55 مليار متر مكعب سنويا إلى الاتحاد الأوروبي الذي استورد العام الماضي 140 مليار متر مكعب تقريبا من الغاز من روسيا عبر خطوط الأنابيب.
وتسعى ألمانيا جاهدة، مثل الدول الأوروبية الأخرى، لإعادة ملء منشآت تخزين الغاز لديها بحيث تكون ممتلئة بنسبة 80 بالمئة بحلول أكتوبر و90 بالمئة بحلول نوفمبر، قبل قدوم فصل الشتاء. وتصل نسبة امتلاء هذه المرافق حالياً إلى 52 بالمئة.
وقال كلاوس مولر رئيس هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا إن قطع التدفقات عبر "نورد ستريم1" سيجعل هذه المهمة أصعب.
وأضاف مولر لصحيفة "راينيشه بوست"، الصادرة اليوم الخميس "ربما يمكننا اجتياز الصيف مع انتهاء موسم التدفئة. لكن من الضروري أن نملأ مرافق التخزين لتجاوز الشتاء".
وقالت شركة يونيبر، أكبر مستورد للغاز الروسي بألمانيا، إن الإمدادات تراجعت بمقدار الربع مقارنة بالكميات المتفق عليها، لكنها ربما تعوض الكميات المفقودة من مصادر أخرى.
يستهدف الاتحاد الأوروبي ضمان امتلاء مرافق تخزين الغاز في جميع أنحاء التكتل المؤلفة من 27 دولة بنسبة 80 بالمئة بحلول نوفمبر. لكن الدول الأوروبية الأخرى تواجه أيضا تراجع الإمدادات الروسية.
وقالت شركة "إس.بي.بي"، شركة استيراد الغاز المملوكة للدولة في سلوفاكيا، إنها تتوقع خفض شحنات الغاز الروسي اليوم الخميس بنحو 30 بالمئة، في حين قالت شركة الكهرباء التشيكية "سي.إي.زد" إنها واجهت تراجعا مماثلا لكنها تعوض الفجوة من مصادر أخرى.
وقالت شركة "أو.إم.في" النمساوية إن شركة "جازبروم" أبلغتها بتقليص الإمدادات، وذكرت شركة "إنجي" الفرنسية أن التدفقات تراجعت لكن العملاء لم يتأثروا، بينما قالت شركة "إيني" الإيطالية إنها ستتلقى 65 بالمئة من الكميات التي طلبتها من "جازبروم".
ومما يزيد من صعوبة الأمر، أن "نورد ستريم1" سيغلق تماما أثناء الصيانة السنوية بين 11 و21 يوليو المقبل.
من جهة أخرى، وعدت روسيا اليوم الخميس بتعجيل المحادثات بشأن زيادة مبيعات الغاز إلى الصين، وهددت بأن أوروبا ستدفع ثمنا باهظا لحظرها النفط الروسي.
وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء إن أوروبا ستتكبد 400 مليار دولار أميركي إضافية مقابل الحصول على الطاقة بسعر أعلى، وربما تواجه نقصا في المنتجات النفطية، دون أن يذكر إطارا زمنيا لذلك.