أحمد شعبان (القاهرة)
تستمر ميليشيات الحوثي الإرهابية مواصلة انتهاكاتها في اليمن رغم تمديد الهدنة الأممية مدة شهرين، حيث نشرت ألغاماً بحرية في محيط خزان النفط العائم «صافر»، يأتي ذلك بينما أطلقت الأمم المتحدة حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع أموال إضافية بشكل عاجل للبدء بنقل النفط من «صافر» إلى سفينة مؤقتة آمنة.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون يمنيون لـ«الاتحاد» أن نشر ميليشيات الحوثي للألغام البحرية في محيط خزان «صافر» يؤكد نيتها القيام بعمل إرهابي، وبالتالي لابد من موقف قانوني دولي يردع الميليشيات من استخدام الملف في الابتزاز السياسي والتهديد الإرهابي.
واعتبر المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي أن ما قامت به الميليشيات الإرهابية من نشر ألغام بحرية حول «صافر»، يؤكد أن هناك عملاً مدبراً يرتقي إلى الممارسات الإرهابية، منوهاً بالإدانات الدولية لاستخدام «الحوثي» الناقلة كـ«ورقة ابتزاز سياسي وضغط إرهابي» بعيداً عن أي اعتبار لمصير اليمن والتداعيات الكبيرة التي ستحدث في اليمن والمنطقة.
وأشار إلى أن القرار 2511 تطرق للسفينة «صافر»، وأدان المجتمع الدولي استخدام الحوثي للخزان بشكل سيئ، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن تقرير لجنة الخبراء المكلفة من مجلس الأمن الدولي سلط الضوء على الكارثة المحتملة وعلى الجرائم التي تقوم بها الميليشيات فيما يتعلق بالسفينة.
وأطلق منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي، أمس، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لجمع أموال إضافية بشكل عاجل، لبدء نقل النفط من على متن «صافر» إلى سفينة مؤقتة آمنة.
وتوقع الكاتب والإعلامي اليمني عبدالله إسماعيل أن وقوع كارثة خزان «صافر» محتملة في أي وقت، مؤكداً أن نتائجها كارثية جداً على مستوى اليمن والمنطقة والبحر الأحمر.
وأشار إسماعيل في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن تقارير الأمم المتحدة والخبراء تتحدث عن أنه إذا حصلت الكارثة وتسرب النفط من الخزان، فيمكن أن تصل تأثيرها إلى قناة السويس.
وأضاف إسماعيل: «نحن أمام مخاطر كارثية سوف تؤثر على أكثر من 8 ملايين يمني وكل الصيادين الذين يستخدمون هذه المنطقة، وستقضي على آلاف الأطنان من الأسماك».
بدوره، اعتبر المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن زرع ألغام بحرية من قبل الحوثيين هو تصرف إرهابي، مشيراً إلى أن الميليشيات تنفذ أجندة خارجية.
وقال الطاهر لـ«الاتحاد»: «الحوثيون يناورون سياسياً باستخدام خزان صافر للضغط على الأمم المتحدة التي تدخلت في التفاوض بين الحكومة اليمنية والميليشيات لإحلال السلام»، مؤكداً أن «الميليشيات تريد أن تحقق الكثير من الأهداف التي لم تستطع أن تحققها عبر الحرب، وتريد الآن أن تحصل عليها من خلال المفاوضات وهذه الأوراق الإرهابية مثل زراعة الألغام بمحيط الخزان».