شعبان بلال، أسماء الحسيني (الخرطوم)
دعا مجلس القيادة في السودان و«الجبهة الثورية» لاستئناف الحوار الوطني المباشر مع إشراك الجميع باستثناء حزب المؤتمر الوطني المنحل، فيما أكد خبراء ومحللون سياسيون أن الحوار الوطني الشامل المخرج الوحيد للسودان من أزماته، مشيرين إلى ضرورة تقديم القوى السياسية لتنازلات من أجل المصلحة العامة.
وأكد عضو مجلس السيادة في السودان الفريق إبراهيم جابر دعم المجلس لـ«الآلية الثلاثية» لتيسير الحوار برئاسة وطنية سودانية مختارة بتوافق جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية.
وشدد جابر، في تصريحات عقب اجتماع مع قادة «الجبهة الثورية»، على أن يكون الحوار «سودانياً - سودانياً»، وأن يكون من مرحلة واحدة.
بدوره، دعا المتحدث باسم «الجبهة الثورية» أسامة سعيد لأن يكون الحوار شاملاً من حيث الأطراف والموضوعات، مع الالتزام باتفاق السلام.
وكشف خبراء ومحللون سياسيون في السودان عن الآلية المناسبة لإجراء الحوار الوطني بين الأطراف السياسية الفاعلة.
ورأى الخبراء أن فشل آلية الحوار الوطني يعود إلى أنها مكررة ولا تضم الفاعلين الحقيقيين، مؤكدين أن نجاح الحوار يعتمد على اختيار لجنة قومية تضم شخصيات وقيادات شعبية فاعلة.
وقال المحلل السياسي السوداني الدكتور الصادق خلف الله، إن الآلية المناسبة لإجراء حوار وطني هي اختيار لجنة قومية تضم شخصيات تقاعدت عن العمل العام من سياسيين وعسكريين متقاعدين وقيادات شعبية غير حزبية لتضع خطة للتفاوض بين الأطراف المختلفة بدعم مالي ولوجستي دولي من دون وجود أجانب على طاولة المفاوضات. بدورها، اعتبرت الباحثة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم أسمهان إبراهيم أن تعثر الحوار غير المباشر الذي أطلقته «الآلية الثلاثية» في يومه الأول لعدم اتفاق أطراف الأزمة على برنامج موحد، لتُعلن «الآلية الثلاثية» بعدها عن حوار سوداني - سوداني مباشر يضم «قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي»، و«قوى الحرية والتغيير مجموعة الميثاق الوطني» التي تدعم إجراءات البرهان التصحيحية ولجان المقاومة. لكن قوى «الحرية والتغيير المجلس المركزي» رفضت أي حوار لا يُخرج العسكريين من المشهد السياسي، ما نتج عنه تأجيل الحوار إلى أجل غير مسمى حتى تتم مشاورات أو تنازلات يتم من خلالها إلحاق قوى «الحرية والتغيير المجلس المركزي» ولجان المقاومة بالحوار، حسب أسمهان.
وأوضحت الباحثة السودانية أنه في حالة فشل الحوار سيكون السودان مرشحاً للمزيد من عدم الاستقرار والتدهور الاقتصادي.
فيما ذكرت الدكتورة تماضر الطيب، الأستاذة بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم، أن فشل الآلية الثلاثية كان متوقعاً لأنها وضعت مبادرة الحوار بين قوى الثورة الحية ولجان المقاومة مع المؤسسة العسكرية، ما يدعم وجود المؤسسة العسكرية في السلطة، وهو ما ترفضه القوى السياسية المعارضة.
وأضافت لـ «الاتحاد»، أن نجاح أي مبادرة للحوار الوطني مرتبطة بتحول مدني ديمقراطي كامل في السودان تبتعد فيه المؤسسة العسكرية عن السلطة، مشيرة إلى أن أي مبادرة لإيجاد تسوية ستفشل؛ لأن الشارع السوداني يرفض التسوية مع المؤسسة العسكرية والقوى الداعمة لها.
125 قتيلاً و50 ألف نازح حصيلة اشتباكات دارفور
أعلنت الأمم المتحدة ارتفاع حصيلة النزاع بين قبيلتي «القمر والرزيقات» بولاية غرب دارفور إلى 125 قتيلاً و50 ألف نازح وحرق 25 قرية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» في تقرير أمس: «قتل أكثر من 125 شخصاً، وجُرح العديد نتيجة للنزاع في محلية كلبس، وأحرقت ونهبت 25 من قرى القمر».
وأضاف: «تسببت المعارك في فرار حوالي 50 ألف شخص من قراهم».
وغطى تقرير «أوتشا» الفترة من 6 إلى 11 يونيو الجاري.
وفي السادس من يونيو الجاري، اندلعت معارك دامية بين قبيلتي «القمر والرزيقات» في منطقة «كلبس» بولاية غرب دارفور بسبب نزاع على الأرض، وقد هاجمت الميليشيات المحلية بعد ذلك عدة قرى في المنطقة، ما أجبر آلاف الأشخاص على الفرار، وفق الأمم المتحدة.