نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات، أمس، أن معالجة مختلف التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية في وسط أفريقيا، تتطلب مواصلة التعاون والتنسيق بين الجهات الإقليمية ودون الإقليمية الساعية لدعم استقرار المنطقة.
وقالت الإمارات، في بيان أدلت به غسق شاهين نيابة عن وفد الدولة لدى الأمم المتحدة: «فيما يتعلق بالتحديات الأمنية، ومنها التهديدات الإقليمية والعابرة للحدود، كالجريمة المنظمة والتطرف والإرهاب والقرصنة، والتي تقوض استقرار المنطقة وتؤثر على جهود التنمية والتكامل الاقتصادي فيها، نؤكد على الحاجة إلى اتباع نهج شامل لمعالجة هذه التهديدات، بما يشمل تكثيف العمل المشترك بين الأمم المتحدة والمبادَرات الإقليمية».
وأوضحت أن ذلك يقتضي أيضاً استمرار المجتمع الدولي في تقديم الدعم لدول وسط أفريقيا، للتصدي بشكلٍ فاعل للجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام»، بما في ذلك الكيانات المرتبطة بتنظيم «داعش»، و«القاعدة» وغيرها، مع ضرورة التركيز على الدول التي تعاني من تَنامي التهديدات التي تُشَكِلُها هذه الجماعات.
وذكرت أن مواصلة تنفيذ «الاستراتيجية الإقليمية للاستقرار والتعافي والصمود في حوض بحيرة تشاد» للفترة من 2022 إلى 2024 يعتبر منهجاً ضرورياً لدعم الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وبحسب البيان، قالت شاهين: «من المهم أيضاً التركيز على التصدي لأنشطة القرصنة البحرية بالمياه الإقليمية لخليج غينيا، والذي يمثل موقعاً استراتيجياً مهماً لاقتصاد وأمن المنطقة»، مضيفة: «نرى أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن مؤخراً حول الأمن البحري في خليج غينيا يعتبر خطوة بالغة الأهمية ومثالاً على المُقاربات البناءة التي تجمع بين السياقات الإقليمية والمحلية للتصدي للتحديات المعَقَّدة وتساهِم في إحلال الاستقرار على المدى البعيد».
وترى الإمارات، بحسب البيان، أنه من الضروري مواصلة تعزيز الحوار السياسي الشامل في المناطق التي لا تتواجد فيها عمليات حفظ السلام، مع تكثيف الجهود والتنسيق مع الجهات الفاعلة محلياً لدعم جهود السلام وتسوية التوترات القائمة ومنع الأزمات السياسية والتخفيف من حدتها.
وفي هذا السياق، أعربت الدولة عن تقديرها للمساعي الحميدة لمكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا «أونوكا» لدعم جهود الوساطة في وسط أفريقيا ومنع نشوب النزاعات، بما في ذلك عبر انخراطه في الحوار مؤخراً مع عددٍ من دول المنطقة.
وضمن هذه الجهود، أكدت على أهمية إدماج الشباب والمرأة بشكلٍ فاعل وشامل في العمليات السياسية لضمان نجاحها.
وفي سياق ما ذكره تقرير الأمين العام للأمم المتحدة من أمثلة ملموسة حول تداعيات تغير المناخ في وسط أفريقيا، قالت الإمارات إنه من المهم مواصلة فهم كافة الجوانب المتصلة بهذه الظاهرة والحلول الممكنة للتصدي لها، مع النظر في أفضل السبل لدعم الجهود الإقليمية في هذا المجال. وأضافت: نرى هنا أن جهود مكتب «أونوكا» لبلورة صورة أوضح حول تأثير تغير المناخ على المنطقة، سيساهم في إيجاد حلول فعالة للتغلب على التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والمائي وبناء قدرة المجتمعات على الصمود ومساعدتها على إدارة المخاطر المتعلقة بتغير المناخ.
وشددت على الحاجة لمواصلة تقديم الدعم الدولي لكافة الدول المتضررة في وسط أفريقيا، لاسيما مع تفاقم الحالة الإنسانية المقلقة واستمرار انعدام الأمن الغذائي حول العالم، فكما يشير تقرير الأمين العام، يوجد أكثر من اثني عشر مليون شخص في المنطقة بحاجة إلى تَلَقّي المساعدات الإنسانية خلال العام الجاري وحده، إضافة إلى تزايد أعداد النازحين داخلياً خاصة في بوروندي وتشاد والكاميرون.
بدورها، قدمت دولة الإمارات مساعدات إنسانية وتنموية لدعم دول المنطقة والتخفيف من معاناة شعوبها، إذ بلغت هذه المساعدات ما يقارب 55 مليون دولار خلال الفترة من 2016 إلى عام 2022.
وفي ختام البيان، أكدت الإمارات على دعمِها لجهود مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا وتطلعها إلى مواصلة تنسيقه مع المنظمات والجهات المعنية لمساعدة دول المنطقة على إحلال الاستقرار والسلام والازدهار فيها.