أبوظبي، القاهرة (أحمد عاطف، وكالات)
أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف إحدى محطات رفع المياه في منطقة شرق قناة السويس، في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وأدى إلى مقتل وإصابة عددٍ من الجنود. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وجددت الوزارة موقفها الثابت وتضامنها مع جمهورية مصر العربية في التصدي للإرهابيين، وتأييدها ومساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها والقضاء على هذه الآفة. كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
واستشهد 11 من مقاتلي الجيش المصري، بينهم ضابط و10 جنود وأُصيب آخرون، أمس، خلال إحباط القوات المسلحة المصرية هجوماً إرهابياً على إحدى محطات رفع المياه بمنطقة غرب سيناء.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبدالحافظ، إن مجموعة من العناصر التكفيرية نفذت هجوماً على نقطة رفع مياه غرب سيناء، وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل في النقطة، موضحاً أن المواجهة المسلحة أسفرت عن مقتل ضابط و10 جنود وإصابة 5 أفراد.
وأوضح المتحدث العسكري المصري أنه تمت مطاردة العناصر الإرهابية ومحاصرتهم في إحدى المناطق المنعزلة في سيناء، لافتاً في بيان له على استمرار جهودها في القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.
وأفادت مصادر أمنية لـ«الاتحاد» إلى نقطة التأمين التي استهدفتها العناصر الإرهابية هي إحدى النقاط المكلفة بتأمين واحدة من محطات رفع المياه الجديدة التي يجرى إنشاؤها حالياً لصالح مشروع استصلاح وتنمية 400 ألف فدان بمناطق وسط وشمال سيناء بواسطة مياه محطة معالجة «بحر البقر»، لافتة إلى أن التنظيم الإرهابي بدأ في استهداف المشروعات التنموية في تطور جديد له بعدما تم القضاء على الكثيرين منهم وطرد فلولهم المتبقيين خارج حدود المدن في شمال سيناء.
وأضافت المصادر أن الحادث وقع في منطقة «الطاسة» وهي إحدى القرى التابعة لمركز «الحسنة» شمال سيناء وتقع أقصى غرب مدينة «الحسنة» على طريق «الإسماعيلية - العوجة» التي تبعد عن مدينة الإسماعيلية حوالي 36 كيلومتراً، وتقوم القوات بتشديد الإجراءات الأمنية وتضييق الخناق على العناصر الإرهابية ومطاردتهم.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن العمليات الإرهابية لن تنال من عزيمة القوات المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب.
وقال السيسي في تدوينة على «تويتر»: «مازال أبناء الوطن من المخلصين يلبون نداء وطنهم بكل الشجاعة والتضحية مستمرين في إنكار فريد للذات وإيمان لن يتزعزع بعقيدة صون الوطن».
وأضاف الرئيس المصري: «أؤكد لكم أن تلك العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب».
وتابع قائلاً: «أتقدم لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة ولجميع أسر الضحايا بخالص العزاء ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين، داعياً الله عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها».
وكان السيسي قد أعلن خلال شهر رمضان الماضي أن عدد الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهة من 2013 وحتى الآن بلغ 3277 شهيداً إضافة إلى 12 ألف و280 مصاباً، لافتاً إلى أنه لن يتم الإعلان عن خلو شمال سيناء من العناصر الإرهابية إلا بعد تطهيرها من العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون هناك على مدار السنوات الماضية.
كما أشار السيسي في سبتمبر العام الماضي خلال احتفالية افتتاح محطة معالجة مياه مصرف «بحر البقر» إلى أن الإرهاب كان مُركزاً في منطقة سيناء حتى يكون عائقاً لأعمال التعمير التي تجري الآن، مؤكداً أن «القوات المسلحة المصرية مُكلفة بتأمين هذه الأعمال لأن الإرهابيين لا يريدون التعمير»، موضحاً أن ذلك «صراع بين الإرهابيين والأشرار من ناحية والتنمية من ناحية أخرى».
ويأتي هذا الهجوم الإرهابي بعد فترة طويلة لم يتم الإعلان عن أي هجمات إرهابية في سيناء، لاسيما مع إشادة الأمم المتحدة عبر تقريرها رقم 14 والتي تقدمت به إلى مجلس الأمن الدولي خلال النصف الثاني من عام 2021 بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب، حيث أشاد بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب بالتوازي مع تحقيق التنمية في سيناء.
وأفادت الأمم المتحدة حينها أنه قد حدث انخفاض في نشاط تنظيم «أنصار بيت المقدس»، وهذا التنظيم جماعة محلية منتسبة إلى تنظيم «داعش» تظهر بكثرة في دعايته، موضحةً أنه لم ينسب أي هجوم إرهابي إلى «داعش أو القاعدة» في مصر، كما أنهما لم يعلنا مسئوليتهما عن أي هجوم.