جمال إبراهيم، وكالات (عواصم)
اندلعت أمس، صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين إثر تجدد زيارات المستوطنين لباحة المسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية بعد توقف استمر 10 أيام تقريباً، ما أسفر عن عشرات الإصابات بين الفلسطينيين.
وأكدت مصادر محلية وجود الشرطة الإسرائيلية بشكل مكثف في الموقع الذي شهد حالة من التوتر بين فلسطينيين وقوات الشرطة التي أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنها «صدت مثيري الشغب الذين رشقوا الشرطة بمختلف الأشياء»، مؤكدة إصابة شرطي بجروح طفيفة.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن «600 مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى حتى الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي».
وأظهرت صور آثار لمقاعد محطمة ومقتنيات متناثرة في محيط المصلى القبلي الذي سبق للقوات الإسرائيلية أن انتشرت في محيطه.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، أن «عشرات المرابطين داخل المسجد الأقصى أصيبوا بالاختناق والرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال الصدامات».
وبحسب الوكالة فإن «الشرطة الإسرائيلية قمعت المرابطين في المسجد ما أسفر عن إصابات بالاختناق والرصاص المطاطي، وحاصرت قسماً منهم داخل المسجد القبلي».
وأفادت مصادر فلسطينية بأن الشرطة الإسرائيلية أغلقت بوابات المسجد الأقصى بشكل كامل، وهو إجراء عادة ما تتخذه لوقت قصير خلال اندلاع الصدامات.
ودانت وزارة الخارجية الأردنية أمس، السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المُبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وطالبت الوزارة في بيان من إسرائيل «بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المُبارك واحترام حرمته ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس».
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، واعتبرته تحدياً سافراً للمجتمع الدولي وللعالمين العربي والإسلامي.
وقالت الخارجية في بيان صحفي أمس، بثته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، إن «قرار بينيت يعد تجاهلاً وتحدياً لجميع الدعوات والجهود التي أطلقت من قبل المخلصين والمعنيين لتمديد فترة التهدئة لما بعد شهر رمضان والأعياد، إلا أن هذا القرار بالعودة للاقتحامات يُعبر عن ازدرائه تلك الجهود وتحديه للوضع التاريخي القانوني القائم وفرض واقع جديد فيه تقاسم زماني للأقصى وباحاته حتى الآن».
وأضافت أن «شواهد ذلك تمثلت اليوم في إغلاق أبواب المسجد بالكامل، وحصار المصلين والمعتكفين داخل المسجد القبلي، وإغلاق الأبواب عليهم، وتحطيم باب المسجد القبلي، والاعتداء على الموجودين في باحات الأقصى لتفريغه بالكامل من المسلمين».
كما حذرت وزارة الخارجية الكويتية من «مغبة استمرار مثل هذه الانتهاكات الخطيرة التي تشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي ولاتفاقيات جنيف ومدعاة لإذكاء روح العنف والتوتر، وتهديداً للأمن والسلم الدوليين».
وفي سياق أخر، قتل ثلاثة 3 إسرائيليين وأصيب 6 آخرون جراء هجوم نفذه شاب بفأس في مدينة «إلعاد» شرق تل أبيب.
وقالت مصادر محلية إن فرق نجمة داود الحمراء تعالج عددا من المصابين بجروح خطيرة، وذكرت أن الشرطة طلب من سكان «إلعاد» عدم مغادرة المنازل.
وصرحت المصادر بأن القوات الإسرائيلية تقوم بمطاردة منفذ العملية، معتقدة أن هناك أكثر من منفذ.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه يجري مطاردة مشتبه به بتنفيذ الهجوم في «إلعاد» ويبدو أنه استخدم فأسا في هجومه، فيما بثت وسائل إعلام إسرائيلية صورا أولية من مكان العملية.
وأوضحت الشرطة أن العملية مزدوجة وتمت عن طريق إطلاق نار واستعمال سلاح أبيض.
ونشرت الشرطة حواجز على طول الشرايين بالقرب من مكان الهجوم في «إلعاد»، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن سيارة مشتبه بها شوهدت وهي تفر من المكان.