حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
قال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا إن حكومته يهمها ممارسة مهام عملها من العاصمة طرابلس من دون سقوط قطرة دم واحدة، واستدرك بالقول «أرى أن تمارس حكومتنا مهام عملها من مدينة سرت».
وخلال معايدة تحت شعار «ليبيا تجمع الجميع» بمجمع قاعات «واقادوقوا» بمدينة سرت، أوضح باشاغا أن ممارسة مهام الحكومة من سرت «لما عانته المدينة من حروب وويلات خلال السنوات الماضية وكونها تقع وسط ليبيا وتربط شرق البلاد بغربها وجنوبها وليس لها عداوة أو خلافات أو حساسيات مع مختلف المدن الليبية». وأضاف باشاغا إن «الخلاف فى ليبيا ليس خلافًا ليبيًا - ليبيًا، بل هو نتيجة لتدخل بعض الأطراف والدول للحصول على مكاسب دولية»، وأردف «خلافنا لا يتعدى 20% مما يحصل في ليبيا، ونحن قادرون على تجاوزه».
وبين «أطلقنا مبادرة من أجل الحوار هدفها نبد الخلافات ولم شمل الليبيين وإنهاء الصراع بين الليبيين والتداول السلمي للسلطة وتصليح النسيج الاجتماعي».
توجه باشاغا بالشكر لتونس على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أهمية التعاون بين ليبيا وتونس لما فيه مصلحة الشعبين.
وأكد باشاغا أن كل المؤامرات التي أدت إلى إفشال الانتخابات تتحمل مسؤوليتها حكومة الوحدة الوطنية واصفاً إياها بـ«حكومة تصريف الأعمال»، منتقداً الأمم المتحدة لصمتها على «ما جرى في جنيف والحكومة كانت كارثة على البلاد»، وفق وصفه.
ووصف تجربة البلاد عام 2011 بأنها غير مكتملة وغير ناجحة، مضيفاً «الليبيون لم يتفاهموا على نظام الحكم ودخلنا مرحلة صراع جديدة ونحن لن نرضى بالحكم العسكري أو حكم العائلة»، معرباً عن رغبته في فتح صفحة جديدة لبناء ليبيا بالعدالة والإنصاف.
وفي سياق آخر، قال باشاغا، أمس، إنه فوجئ بالمقال الذي نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية المنسوب إليه، وذلك بعد يوم واحد من نشر الجريدة البريطانية مقالًا لباشاغا عن العلاقات الليبية – البريطانية.
وقال باشاغا، في تغريدة عبر تويتر: «فوجئت بمقال منسوب لي منشور على جريدة التايمز الإنجليزية»، وأضاف «أتمنى من هذه الجريدة العريقة والمحترمة تحري الدقة لتفادي التورط في نشر مقالات مكذوبة».
وحسب التصريحات التي نفى باشاغا تصريحها للصحيفة البريطانية فقد طالب القادة البريطانيين بمساعدة ليبيا في إخراج عناصر مجموعة «فاغنر» الروسية من ليبيا، وأوضح حاجة ليبيا إلى دعم بريطانيا في مواجهة التدخل الروسي، مثلما هي حاجة أوكرانيا، وقال: «تواجه بلادي اليوم واحدة من أصعب المعارك حتى الآن، بينما تقاتل القوات الأوكرانية روسيا بالصواريخ البريطانية، فإننا في ليبيا نخوض المعركة نفسها».
إلى ذلك، بحث رئيس حكومة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مع الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة، بحسب بيان صادر عن مكتب إعلام حكومة الوحدة.
وأكد بيان صادر عن الرئاسة التونسية أن الرئيس قيس سعيد جدد التأكيد على موقف تونس الثابت من الأوضاع في ليبيا القائم على التمسك بوحدة هذا البلد الشقيق وعلى أن الحل لا يمكن أن يكون إلا ليبياً - ليبياً.