حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
أعلن الجيش الوطني الليبي عن تمكن وحداته من طرد تنظيم «داعش» الإرهابي من بلدة «غدوة» جنوب مدينة سبها جنوب غرب البلاد، مؤكداً أن التنظيم الإرهابي حاول التسلل للبلدة لشن هجوم إرهابي على المدنيين، لكن القوات المسلحة أحبطت مخططه.
وخاض الجيش الليبي معارك عنيفة مع عناصر «داعش» في المنطقة، ما أدى لإلحاق خسائر في صفوف الإرهابيين واغتنام عدد من الآليات العسكرية خلال مطاردتهم، وذلك بحسب ما أكدته شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي في بيان لها أمس.
وأكدت شعبة الإعلام الحربي أن العملية العسكرية ضد عناصر «داعش» مستمرة، موضحة أن الوحدات العسكرية طوقت كامل المنطقة، وبدأت بتمشيطها للقبض على ما تبقى من فلول الإرهابيين، مشيرةً إلى مصادرة الوحدات العسكرية خلال العملية عدداً من الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى عدد كبير من المتفجرات داخلها، فيما تم رصد مسؤول التفخيخ الإرهابي «هشام بن هاشمي» ضمن هذه المجموعة.
بدوره، أكد اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم القائد العام للجيش الليبي أن القوات المسلحة تمكنت من ملاحقة عناصر «داعش» بعد ورود معلومات مؤكدة تفيد بتواجدهم في منطقة «غدوة»، مشيراً إلى لجوء عدد من العناصر الإرهابية للاختباء في مناطق زراعية بمناطق حدودية أقصى الجنوب الليبي.
وأكد المسماري في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الصراع السياسي في ليبيا له تأثير سلبي كبير جداً على مجهودات القوات المسلحة في الجنوب الغربي، مشيراً إلى أن عملية تعقب الإرهابيين في منطقة الجنوب الغربي مستمرة منذ سنوات، حيث تمكنت القوات المسلحة في يناير 2019 من القضاء على أخطر الإرهابيين وهو عبد المنعم الحسناوي المكنى بـ«أبي طلحة».
ولفت اللواء المسماري إلى وجود عدة تنظيمات إرهابية، ولعل أهمها تنظيمي «القاعدة وداعش» حيث يحاولان السيطرة على المنطقة الجنوبية الغربية باعتبارها حلقة وصل بينهما وبين الجماعات المتطرفة في دول الساحل، خاصة مالي والنيجر وتشاد ووسط أفريقيا، مشيراً إلى وجود جماعات الجريمة المنظمة العابرة للحدود التي تنشط في مجالات تهريب المخدرات أو الأسلحة.
وأوضح المسماري أن منطقة الجنوب الغربي باتت ملاذاً آمنا للجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية العابرة للحدود، وذلك نتيجة تعطل عدد من المشروعات الزراعية في المناطق الواقعة من سبها مرورا بمدينة أوباري وحتى القطرون، مؤكدا أن توقف هذه المشروعات وفر البيئة الآمنة للجماعات الإرهابية للاختباء في المناطق التي تحوي مشروعات زراعية.
وأكد اللواء المسماري أن القيادة العامة للجيش الليبي كلفت وحدات استخباراتية ووحدات من الأمن الداخلي ووحدات قتالية ومفارز استطلاع، بملاحقة الجماعات الإرهابية.
وكان مسؤول عسكري ليبي قد حذر في تصريحات نشرتها «الاتحاد» أمس الأول، من تحركات بعض الجماعات الإرهابية في جنوب البلاد لإعادة ترتيب صفوفها واستهداف مؤسسات الدولة وعناصر القوات المسلحة وعدد من الحقول النفطية، في ظل انكفاء الأطراف الفاعلة في المشهد على الصراع السياسي، بين حكومة الوحدة الوطنية والحكومة الجديدة المكلفة من البرلمان الليبي.