17 ابريل 2022 18:07
أحمد شعبان (القاهرة)
استنكر علماء بالأزهر الشريف ما قامت به ميليشيات الحوثي من اعتداءات على المساجد في اليمن، وخاصة في شهر رمضان المبارك، ومنع المُصلّين من أداء صلاة التراويح، وأكدوا لـ«الاتحاد» أن ما قامت به هذه الجماعة يُعد انتهاكاً لحرمة بيوت الله.
كانت الحكومة اليمنية، قد أدانت اعتداءات ميليشيات الحوثي الإرهابية على المساجد بمناطق سيطرتها، معتبرة ذلك انتهاكاً سافراً وغير مسبوق لحرية الدين والمعتقد.
واستنكر وزير الإعلام اليمني مُعمر الإرياني، الحملات التي تشنها ميليشيات الحوثي لمنع إقامة صلاة التراويح، وتحويل المساجد إلى مقار لتعاطي «القات» والاستماع لمحاضرات زعيمها، وآخرها اقتحام مجاميع مُسلحة جامع الإيمان في منطقة «نقم» بصنعاء.
وأكد الدكتور شعبان إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الإسلام حرص على عدم منع أي مسلم من أداء الفرائض والشعائر والسُنن، وبالتالي لا يجوز لأي سبب من الأسباب منعه منها، وإلا كان من فعل ذلك آثماً، ويُعرض نفسه للعقاب الشديد.
وقال أستاذ أصول الفقه لـ«الاتحاد»: إن صلاة التراويح سُنَّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، صلاها لعدة ليالٍ بالمسلمين، ثم خاف أن تُفرض عليهم فترك ذلك، وأرشدهم إلى صلاتها في البيوت، وعندما توفي النبي، جمعهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه على إمام واحد، وصاروا يصلونها جماعة.
واعتبر د. إسماعيل أن الحوثيين بفعلهم هذا ارتكبوا إثماً وذنباً عظيماً، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى حذّر من انتهاك حرمات المساجد، أو التعدي على إقامة ذكر الله فيها، قال تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».
بدوره، استنكر الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، اعتداء جماعة الحوثي على حرمة بيوت الله ومنع صلاة التراويح، مؤكداً أن هؤلاء قاموا بجريمة حمقاء في حق المُصلين المُسالمين، واعتدوا على بيوت الله التي قال عنها عزّ وجل: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ».
وأكد الأطرش لـ«الاتحاد» أن الله تعالى أمرنا بتعظيم حرماته، ومنها بيوت الله لمكانتها العظيمة، والسعي في عمارتها، وإقامة شرعه والمحافظة على الصلاة فيها، قال تعالى: «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ».