لندن، كييف (وكالات)
تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، بـ«القتال حتى النهاية»، وقال مخاطباً البرلمان البريطاني وإلى جانبه علم بلاده خلال مداخلة غير مسبوقة عبر الفيديو «إنه منذ اليوم الأول من الهجوم الروسي على أوكرانيا، في 24 فبراير لم نَنَم. قاتلنا من أجل بلدنا، من خلال جيشنا»، وأضاف «لن نستسلم ولن نخسر.. سنقاتل حتى النهاية، بحراً وجواً. سنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كلّف الأمر، في الغابات، في الحقول، على الشواطئ، في الشوارع».
وكان زيلينسكي اعترف بأن روسيا لديها السيادة الجوية فوق أوكرانيا، وطالب مجدداً في حوار مع شبكة «ايه بي سي» الأميركية بفرض حظر للطيران فوق بلاده، قائلاً إنها مسألة تتعلق بوقف الهجمات الصاروخية على المنشآت المدنية. وأعرب عن خيبة أمله فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقال إنه لم يعد مهتماً بالانضمام إلى الحلف غير المستعد لقبول أوكرانيا والخائف من أمور مثيرة للجدل وحدوث مواجهة مع روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني، إن لدى بلاده «حلاً ممكناً»، لمسألة الاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك، لكنها ليست مستعدة للإنذارات التي توجهها روسيا بهذا الشأن. وأضاف أن أوكرانيا مستعدة للحوار مع روسيا بشأن كيفية إدارة حياة الناس في مناطق لوهانسك ودونيتسك والقرم، وتابع قائلاً: «أعتقد أن البنود المتعلقة بالأراضي المحتلة المؤقتة والجمهوريات غير المعترف بها إلا من قبل روسيا، يمكننا مناقشتها وإيجاد حل وسط بشأن كيفية عيش هذه الأراضي. المهم بالنسبة لي هو كيف ستعيش الناس في هذه الأراضي من الذين يريدون أن يكونوا جزءاً من أوكرانيا.. السؤال أصعب من مجرد الاعتراف بهم».
وبسؤاله عن موقفه من شروط روسيا الثلاثة في المفاوضات، بتغيير الدستور والتخلي عن فكرة الانضمام لـ«الناتو» والاعتراف بجمهوريتي دونيستك ولوغانسك والقرم، قال الرئيس الأوكراني: «نحن مستعدون للحوار وليس الاستسلام.. يمكننا أن نتناقش ونتوصل لحل وسط بشأن هذه المناطق ونحن غير مستعدين للإنذارات النهائية». ودعا مجدداً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض بصورة مباشرة، وقال «ما يجب عمله هو أن يبدأ بوتين بالتحدث والحوار بدلاً من العيش في فقاعة معلومات من دون أكسجين».
واتهم زيلينسكي الغرب بأنه لم يفِ بالوعود التي قطعها بشأن حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية. وقال في مقطع فيديو نشر على تيلجرام «نحن نسمع وعودا منذ 13 يوماً. يقولون لنا منذ 13 يوماً إنهم سيساعدوننا جوياً وإنه ستكون هناك طائرات وإنهم سيسلمونها إلينا». وتابع «لكن مسؤولية سقوط ضحايا تقع أيضاً على عاتق الذين لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في الغرب لمدة 13 يوماً... على الذين لم يحموا الأجواء الأوكرانية من القتلة الروس». وقال «الإنسانية التي يجب أن تسود في عواصم العالم، يجب أن تنتصر على الخوف».
بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن بلاده تريد إجراء محادثات مباشرة بين زيلينسكي وبوتين لأن كييف تعلم أن الرئيس الروسي هو صاحب القرار في موسكو، وأضاف «لطالما أردنا إجراء محادثات مباشرة بين زيلينسكي وبوتين، لأننا جميعا ندرك أنه هو من يتخذ القرارات النهائية، لا سيما في الوقت الحالي». وأضاف «رئيسنا لا يخشى شيئاً، بما في ذلك اجتماع مباشر مع بوتين. إذا كان بوتين لا يخشى أيضاً، فليأت إلى الاجتماع، فليجلسا ويتحدثا معا». وأكد كوليبا خططا للقاء نظيره الروسي سيرجي لافروف في تركيا غداً الخميس. وأضاف «إنه إذا كان لافروف مستعداً لإجراء حديث جاد، فإنهما سيتحدثان من دبلوماسي إلى دبلوماسي. ولكن إذا بدأ لافروف في تكرار الدعاية السخيفة، فسأعطيه الحقيقة الصعبة التي يستحقها».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن بلادها مستعدة دوماً لإجراء محادثات مع أوكرانيا، لكنها لا تعرف ما إذا كان الجانب الأوكراني سيظهر مثل هذا الاستعداد في الاجتماع المقرر بين وزيري خارجية البلدين في تركيا. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عنها القول: «بالنسبة لنا، تعرفون مبدأنا، الاستعداد للتفاوض. المسألة تتعلق بالجانب الآخر، وما إذا كان مستعدا لبعض الحديث الموضوعي».