فيينا (وكالات)
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية وإيران توصّلهما إلى مقاربة بشأن حلّ قضايا عالقة بينهما، ما قد يدفع قُدماً جهود إحياء الاتّفاق بشأن برنامج طهران النووي، غير أنّ هذه الجهود تُواجه عقبة جديدة محتملة تتمثل بمطالبة روسيا بضمانات من الولايات المتحدة.
ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أمس، إيران إلى تسوية القضايا العالقة بشأن برنامجها النووي بحلول 20 مارس الجاري.
وقال غروسي في تقرير جديد وجهه إلى مجلس محافظي الوكالة، «مع الإقرار بأن إيران أبلغت الوكالة بأنها لا تعتزم بناء مرفق نووي جديد في المستقبل القريب إلا أنني أجدد دعوتها للوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب الترتيبات الفرعية الملحقة باتفاق الضمانات الموقع بين الوكالة وطهران والمتعلقة بثلاثة مواقع وما يتصل بالأسئلة التي طرحتها الوكالة ولم ترد عليها إيران».
وأكد المدير العام للوكالة أنه بانتظار تلقي التوضيحات المطلوبة من إيران بناء على ما تم الاتفاق عليه خلال محادثات جرت في طهران قبل يومين بينه وبين نائب الرئيس الإيراني ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.
وأوضح: «في غضون أسبوعين من الموعد المحدد لتلقي التوضيحات المكتوبة من هيئة الطاقة الذرية الإيرانية ستقوم الوكالة باستعراض هذه المعلومات وتقييمها وتقديم الأسئلة بشأنها إلى الجانب الإيراني»، مشيراً إلى أنه سيتم تقديم إفادة بالاستنتاجات النهائية الذي يتم التوصل إليها بحلول موعد انعقاد الاجتماع نصف السنوي لمجلس المحافظين المزمع في شهر يونيو المقبل.
وأوضح أن «طهران لم ترد حتى إعداد هذا التقرير على رسالة الوكالة المؤرخة في 16 نوفمبر 2021 بشأن تعارض بعض الإجراءات الأمنية المتخذة في إيران مع الامتيازات والحصانة المكفولة للوكالة ومفتشيها».
وأكد غروسي أنه سيواصل تزويد مجلس محافظي الوكالة وهو أعلى جهاز تنفيذي في الوكالة بعد المؤتمر العام بالتقارير حسب الاقتضاء.
إلا أنّ دخول التفاوض مراحله الدقيقة، ترافق مع اندلاع أزمة جيوسياسية دولية غير مسبوقة منذ عقود، خصوصاً بين موسكو وواشنطن، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والذي ردّ عليه الغرب بفرض عقوبات اقتصاديّة واسعة النطاق على روسيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: «طلبنا من زملائنا الأميركيين تقديم ضمانات مكتوبة بأنّ العقوبات لن تؤثّر على حقنا في التعاون الحرّ والكامل التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري مع إيران».
فيما قلل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أهمية المطالب الروسية، وقال عبر شبكة «سي بي إس»، إن «العقوبات المفروضة على روسيا رداً على هجومها على أوكرانيا لا علاقة لها بالاتفاق النووي الإيراني، لا رابط بين المسألتين بأي شكل من الأشكال، لذا أعتقد أن المطالب الروسية خارج السياق».
يذكر أن التزام إيران بتقييد برنامجها النووي وتقديم ضمانات كافية بذلك يعد من الشروط الأساسية للعودة للاتفاق النووي الذي يجري التفاوض حوله في فيينا منذ 11 شهراً.
ومن المقرر أن يبدأ، اليوم الاثنين، مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعه الدوري وسط توقعات بأن يهيمن على جلساته التطورات الأخيرة بشأن ملف إيران النووي.
ويكتسب الاجتماع المرتقب أهمية بالغة كونه يأتي بالتزامن مع توقعات بقرب التوصل إلى اتفاق نهائي في مفاوضات فيينا النووية مع إيران وكونه يأتي بعد يومين عن زيارة غروسي إلى طهران بهدف حسم بقية المسائل العالقة.