بيروت، واشنطن (الاتحاد، وكالات)
أحيا لبنان، أمس، الذكرى الـ 17 لاغتيال رئيس حكومته رفيق الحريري الذي قضى و22 آخرين بانفجار سيارة مفخخة وسط العاصمة بيروت، في حادث وجهت أصابع الاتهام فيه إلى ميليشيات «حزب الله» الإرهابية بعد إدانة المحكمة الدولية الخاصة. وأعلنت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات عن العضو بميليشيات «حزب الله» الإرهابية سليم عياش المدان غيابياً باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.ونشر حساب «Rewards for Justice» التابع لوزارة الخارجية الأميركية، عبر «تويتر» تغريدة قال فيها: إن «سليم عياش هو عضو في فرقة الاغتيالات التابعة لـ(حزب الله)، والتي تتلقى أوامرها مباشرة من الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله، أدين عياش بالتورط في اغتيال رفيق الحريري، إذا كان بإمكانك تقديم معلومات عنه، فقد تكون مؤهلاً للحصول على مكافأة». وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الولايات المتحدة مكافأة مالية مقابل معلومات عن عياش، بعد أن كانت قدمت المكافأة نفسها في مارس الماضي. وأدين سليم جميل عياش في أغسطس 2020 بالقتل وارتكاب عمل إرهابي في جريمة اغتيال الحريري و21 آخرين، وجرت محاكمته غيابياً، ولا يزال طليقاً. وحضر سعد الحريري رئيس الوزراء السابق، لبضع دقائق، حيث قرأ الفاتحة على ضريح والده، وسط هتافات مؤيدة من مناصريه الذين احتشدوا بالآلاف.
ولم يدلِ سعد الحريري، حيث كان رفقته عدد من أعضاء الأسرة، ومنهم بهية الحريري، بتصريحات خلال زيارته لضريح والده.
أما زوجة رئيس الوزراء الراحل، نازك الحريري، فتوجهت بتحية إكبار وحنين لروحه.
وقالت إنها «ما زالت على وعدها له بأن تستمر بسعيها جاهدة لتكملة قضية ومسيرة ونهج الشهيد الكبير مع العائلة والمحبين والأوفياء».
وأضافت زوجة الحريري: «أدعو الله أن يقدرنا على الحفاظ على هذا الإرث الذي أخذناه على عاتقنا منذ استشهادك والذي بدأت العمل به ولم تستطع تكملته بتطلعاتك ورؤيتك بعيدة المدى؛ لأن يد الغدر التي ألمت بنا باغتيالك لم تدرك أن مسيرتك الوطنية عصية عليها»، واختتمت: «نؤكد أن علمنا هو علم لبنان الحبيب ورايتنا هي راية إرثك، وإن قلمي لعاجز عن وصف ما حققت لوطننا الغالي وشعبنا الطيب».
وزارت الضريح وفود شعبية وشخصيات سياسية ورسمية ضريح رئيس الحكومة الأسبق، وكما جرى في كل عام، أُضيئت الشعلة الموجودة في مكان اغتيال الرئيس الحريري بمنطقة «السان جورج»، وعُزفت موسيقى كشافة لبنان المستقبل لحن الموتى والنشيد الوطني مع التحية.
وتعد زيارة الحريري لضريح والده، أول ظهور له بعد إعلانه في 24 يناير الماضي تعليق عمله بالحياة السياسية وعزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، وعدم التقدم بأي ترشيحات من «تيار المستقبل» أو باسم التيار.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إن «الجريمة كانت لاغتيال مشروع سياسي لبناني جسده الرئيس الشهيد بشبكة علاقاته الواسعة التي أعادت ربط لبنان بعواصم القرار، ووضعت لبنان على الخريطة العربية والدولية، وأخرجت البلد من الحرب إلى الإعمار، وأعادت للناس نمط العيش الذي اعتادوه».
وأضاف جعجع، في تغريدة على «تويتر»: «في اللحظة التي أيقن فيها محور الممانعة أن ما حقّقه الشهيد رفيق الحريري سيقود حكماً إلى قيام الدولة، وخروج الجيش السوري، أقدم هذا المحور على اغتياله، اعتقاداً منه أن هذا الاغتيال سيدمِّر مشروعه».
وتابع: «لكن دماء الشهيد رفيق الحريري وحدت اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، حول مشروعه، فانتفضوا في 14 مارس في انتفاضة مليونية غير مسبوقة، داعين إلى خروج الجيش السوري ورافعين شعار لبنان أولاً، والدولة أولاً، والسيادة أولاً، وهذا ما سيكون».
كما زار الضريح رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ونجله رئيس «كتلة اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور حنبلاط.
واستذكر ميقاتي، الحريري، مؤكداً أنّ الذكرى «ستبقى محطة مضيئة في تاريخ هذا الوطن، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في كل المجالات، وشكّلت علامة فارقة لا يمحوها الغياب أو يُخمد وهجها».
وقال عبر «تويتر»: «في هذا الظرف العصيب الذي نمرّ به نستذكر بشكل خاص حكمته وعزمه في مواجهة كل التحديات والصعوبات».
بدوره، قال جنبلاط، خلال مغادرته وسط بيروت: «كُتب علينا قراءة الفاتحة في المختارة وبيروت في كل عام، وكتب علينا أن نصبر ونصمد».
كما زار وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي الضريح، ووضع إكليلاً وقرأ الفاتحة وسط حشد شعبي وأمني.
وصرّح مولوي من أمام الضريح: «مصرّون على إجراء الانتخابات النيابية التي ستكون مدخلاً لوصول اللبنانيين إلى حقوقهم الدستورية وبناء الدولة»، مؤكداً أنّ «رفيق الحريري استشهد لبناء الدولة»، وأضاف: «لبنان عربيّ بالدستور وبالاتفاقات وصورته لا تتغيّر أبداً وهو باقٍ كذلك».
وكان انفجار هائل وقع في وسط العاصمة بيروت في 14 فبراير من عام 2005، وأدى إلى مقتل 22 شخصاً بينهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وكان موكب الحريري عائداً من مقر مجلس النواب في ساحة النجمة في وسط بيروت، عندما دوى انفجار ضخم استهدفه لدى وصوله قبالة فندق «سان جورج» على الطريق الساحلي.