بيروت (وكالات)
هاجم البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الطبقة السياسية في لبنان، خاصةً الجهات التي ورطت البلاد في قطيعة مع محيطه العربي.
وألقى الراعي كلمته خلال قداس بمناسبة عيد مار مارون حضره الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال: «أردنا أن يكون لبنان رسالة تعايش مع محيطه العربي بالاحترام، وأردناه ملتقى للحضارات، لكن ضعف المناعة الوطنية حرف رسالة لبنان ودخل في صراع المحاور وجعل منه منصة صواريخ وعدواً لأشقائه».
وشدد البطريرك على حياد لبنان لأنه ضمان وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وعنصر ضروري لحمايته من الصراعات. ودعا البطريرك الراعي الحكومة للاتفاق على خطة مع صندوق النقد الدولي لإنقاذ البلاد من الانهيار المالي وقال إن الانتخابات النيابية والرئاسية يجب أن تُجرى في موعدها هذا العام.
وبدأت الحكومة اللبنانية جولة جديدة من المحادثات مع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي على أمل التوصل لاتفاق، وهو الأمر الذي فشلت بيروت في تحقيقه منذ تفجرت أزمتها عام 2019 وأدت إلى وقوع أغلبية من سكان البلاد في براثن الفقر.
وقال إنه يتطلع إلى 5 أولويات لإنقاذ لبنان من الانهيار من بينها إجراء الانتخابات في موعدها وتسريع عملية الإصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وعلى نطاق واسع، يعتبر التوصل لاتفاق مع صندوق النقد السبيل الوحيد أمام لبنان لفتح الباب أمام المساعدات الخارجية التي يحتاج إليها للخروج من أزمته التي بلغت ذروتها عندما انهار الاقتصاد تحت وطأة الدين العام الهائل المتراكم بفعل الفساد وسوء الإدارة على مدى عشرات السنين.
وقال الراعي أيضاً، إن الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مايو يجب أن تتم في موعدها.
ومن المقرر أن ينتخب البرلمان الجديد رئيساً للدولة في وقت لاحق من العام الحالي خلفاً لعون.
وقال عون وقيادات أخرى، إنهم ملتزمون بإجراء الانتخابات في مايو.
غير أن محللين يقولون، إن بعض الأطراف بما فيها حلفاء لميليشيات «حزب الله» الإرهابي يشكلون معها أغلبية برلمانية ربما تواجه انتكاسات في الانتخابات التي ستكون الأولى في لبنان منذ الانهيار المالي.
وللراعي نفوذ في لبنان؛ لأنه رئيس الكنيسة المارونية التي ينص نظام اقتسام السلطة الطائفي في البلاد على اختيار رئيس الدولة منها.