لندن (وكالات)
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأن عدد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، الذين فروا بعد عملية سجن «غويران» بالحسكة شمال شرق سوريا، يقدر بالمئات، فيما كشفت الأمم المتحدة، أمس، أن قصراً لا يزالون معتقلين في سجن «غويران». ونقل عن مصادر لم يسمها أن بعض الفارين تمكنوا من مغادرة سوريا، فيما لا يزال آخرون في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي يمثل المسلحون الأكراد أبرز مكون بها.
وكان تنظيم «داعش» شنّ هجوماً على السجن في يناير الماضي لإطلاق سراح قادة التنظيم وعناصره المحتجزين به. واستمرت العملية والاشتباكات نحو عشرة أيام، أعلنت بعدها «قسد» استعادة السيطرة على السجن والمناطق المحيطة.
وكان المرصد ذكر أن الهجوم أسفر عن سقوط 332 قتيلاً، بينهم 246 من عناصر «داعش» و79 من القوات الكردية وسبعة مدنيين.
ووفقاً للمرصد، فإن سجن غويران كان يضم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم «داعش»، وهو أكبر سجن للتنظيم في العالم.
وشكّل ذلك الهجوم «أكبر وأعنف» عمليّة لتنظيم «داعش» منذ فقدانه عام 2019 مساحات واسعة كان يُسيطر عليها في سوريا. وفي هذه الأثناء، أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن قصراً لا يزالون معتقلين في سجن غويران، واصفةً وضعهم بأنه «غير مستقر إطلاقاً». وسبق لمنظمات دولية عدة، بينها «سايف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) أن أكدت أن أكثر من 700 طفل كانوا محتجزين في سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة قبل الهجوم.
وللكثير من هؤلاء المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، أفراد من عائلاتهم في السجن، وهم نقلوا إليه من مخيمات تؤوي الآلاف من أفراد عائلات عناصر «داعش».
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» بأنها «التقت بعض الأطفال الذين ما زالوا محتجزين في مركز غويران».
وأضافت في بيان: «رغم توافر بعض الخدمات الأساسية الآن، إلا أن وضع هؤلاء الأطفال غير مستقر إطلاقاً»، من دون أن تحدد عدد القصّر الذين لا يزالون في السجن.
من جهته، تحدث مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» فرهاد شامي، عن وجود «المئات» من القصّر في السجن في الوقت الراهن، ممتنعاً عن إعطاء رقم دقيق. وأكد أنهم «جميعاً في منطقة آمنة». وأكدت «يونيسف» أنها «تعمل حالياً على توفير الأمان والرعاية للأطفال على الفور»، مبديةً «استعدادها للمساعدة في إيجاد مكان جديد آمن في شمال شرق سوريا لرعاية الأطفال الأكثر هشاشة».
من جهته، أوضحت قوات سوريا الديمقراطية في بيان أصدرته، أمس، أن يونيسف «هي الجهة الأممية الوحيدة التي سُمح لها بإمكانية الوصول إلى سجن الصناعة منذ الهجوم». وأشار البيان إلى «تزويد مسؤولي اليونيسف بالمعلومات المتعلقة بوضع المراهقين المرتبطين» بتنظيم داعش الموجودين في السجن. وأظهرت مشاهد مصوّرة بالفيديو نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي نحو عشرة صبيان بعضهم مغطّى ببطانيات داخل زنزانة.
وحمّلت السلطات الكردية مراراً المجتمع الدولي مسؤولية عدم دعمه جهود تأهيل هؤلاء السجناء وإعادتهم إلى دولهم.