السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفاصيل الغارة الأميركية على زعيم داعش

آثار الغارة على منزل تنظيم داعش الإرهابي
4 فبراير 2022 17:37

أدت غارة أميركية، وصفت بالمعقدة، إلى مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي في سوريا فجر الخميس.
وقد بدأت تفاصيل الغارة تتسرب إلى العالم.
بحلول مطلع ديسمبر الماضي، كانت الاستخبارات الأميركية قد تأكّدت من أنّ الرجل الذي يسكن الطابق العلوي من منزل عادي في قرية "أطمة" بشمال سوريا ولم يغادر المبنى يوماً ولا يخرج سوى للاستحمام على السطح، هو زعيم تنظيم داعش المتطرف.في غرفة العمليات في البيت الأبيض، تمّ إطلاع الرئيس جو بايدن على خياراته لشلّ حركة الرجل، وهو أحد أهمّ المطلوبين للولايات المتحدة.
يقول المسؤولون الأميركيون إنه كان بإمكانهم بسهولة أن يستخدموا صاروخاً دقيقاً لقتل الرجل بعد أن حدّدوا دائرة وجوده العام الماضي قبل تحديد موقعه بشكل أكثر دقّة.
وصرّح مسؤول أميركي كبير للصحفيين الخميس أنّ بايدن اختار المسار الأخطر لتقليص إمكانية قتل المدنيين الذين يعيشون أيضاً في المنزل المكوّن من ثلاثة طوابق والواقع وسط أشجار زيتون.
وقال المسؤول إنّ الهجوم، الذي شنّته وحدة كوماندوس في ساعة مبكرة من فجر الخميس، كان "معقداً بشكل لا يصدّق" نظراً لوجود العديد من المنازل المجاورة ووجود العديد من النساء والأطفال في المبنى.
في نهاية المطاف، عندما حاصرت القوات الخاصة الأميركية المنزل وطلبت من جميع من بداخله الخروج، فجّر الرجل نفسه مع زوجته وطفليه، وهي نتيجة كان الأميركيون يستعدّون لها لكنّهم كانوا يأملون ألا تحصل.
قذف الانفجار "الهائل" العديد من الأشخاص من المبنى بمن فيهم زعيم التنظيم المتطرف، الذي عُثر عليه ميتاً على الأرض خارج المنزل، على حدّ تعبير الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأميركية.
وقال ماكنزي إنّ "تحليل بصمات الأصابع والحمض النووي أكّد أنّه الحاج عبد الله"، مستخدماً الاسم الذي تطلقه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) على الرجل.
قامت وحدة الكوماندوس بتمرينات متكرّرة ودقيقة على العملية. وقد تدرّبت على كل السيناريوهات، من استسلام زعيم التنظيم إلى اندلاع معركة بالأسلحة النارية، وكان أحد الاحتمالات أن يفجّر نفسه.
وقال مسؤول عسكري كبير إنّ "أحد مخاوفنا الرئيسية هو أن يقتل نفسه وينهار المبنى ويقتل كلّ من فيه".
وأضاف أنّ فريق العملية تشاور مع مهندسين بشأن قوة المبنى الخرساني، وخلصوا "بثقة عالية" إلى أنّ الانفجار لن يؤدّي إلا إلى تدمير الطابق العلوي.
ويقع المنزل، الذي كان زعيم داعش الإرهابي يتوارى فيه، ببلدة "أطمة" في محافظة إدلب على بُعد 15 كيلومتراً فقط إلى الشمال من المكان الذي قتل فيه سلفه، أبو بكر البغدادي، نفسه في 2019 لتجنّب اعتقاله من قبل الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة وضعت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار أميركي لمن يزودها بمعلومات تتيح اعتقال الرجل عندما تولى قيادة التنظيم المتشدد. 
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلع بايدن على الوضع، وقد أعطى الرئيس الأميركي الضوء الأخضر للعملية الثلاثاء.
وبينما كان بايدن ونائبته كامالا هاريس ومسؤولون آخرون يتابعون وقائع العملية في الوقت الحقيقي في غرفة العمليات، كانت مروحيات أميركية تحلّق فوق فرقة الكوماندوس التي حاصرت المبنى وحذّرت الجيران.
وأوضح المسؤول الكبير أنّ الفريق دعا الجميع إلى الخروج من المبنى. وخرج زوجان وأطفالهما يعيشون في الطابق الأول ونقلوا إلى مكان آمن.
بعد لحظات، سمع دوي انفجار في الطابق العلوي أدّى إلى تدمير نصف المبنى بينما بقي الطابق السفلي سليماً.
بدأت الوحدة الأميركية التحرّك. لكنّ زوجين في الطابق الثاني تحصّنا في منزلهما وباشرا إطلاق النار على الجنود.
وقال المسؤول الأميركي الكبير إنّ القوات الأميركية تعرّضت لنيران أطلقها مسلّحون محليون مجهولون خلال العملية. وردّت القوات الأميركية على مصادر النيران ما أدّى إلى مقتل شخصين على الأقلّ في حين لم يصب أي أميركي بأذى.
وعلى صعيد العملية، قال المسؤولون إنّ الخطب الوحيد الذي تخلّلها هو أنّ إحدى المروحيات التي كانت تنقل العسكريين إلى الموقع أصيبت بمشاكل ميكانيكية وهبطت في حقل قريب حيث تمّ تدميرها.

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©