الحسكة (وكالات)
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، أمس، أنها استعادت السيطرة الكاملة على سجن في مدينة الحسكة، تعرّض لهجوم دام 6 أيام من التنظيم الإرهابي وأوقع أكثر من 180 قتيلاً، وقد اعتُبِر العملية الأكبر والأعنف للتنظيم منذ إعلان القضاء على «دولة الخلافة» التي أقامها في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات.
وكان سجن الصناعة في حي «غويران» بمدينة الحسكة يضم نحو 3500 معتقل منتمين إلى التنظيم قبل تعرّضه لهجوم في 20 يناير الجاري بدأ بتفجير شاحنتين مفخختين، ورغم إصرار السلطات الكردية على أن أي سجين لم يفرّ من السجن، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى هروب عدد كبير منهم.
وأعلن مسؤول المكتب الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي «تتويج الحملة العسكرية والأمنية بالسيطرة الكاملة على سجن الصناعة بالحسكة من قبل قواتنا واستسلام جميع عناصر التنظيم».
وتمكنت الوحدات الخاصة في القوات الكردية «قسد» بدعم من القوات الأميركية الحليفة من السيطرة على محيط السجن وحاصرت المهاجمين داخله، مما دفعهم إلى البدء بتسليم أنفسهم.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أن عدد السجناء المنتمين إلى التنظيم الذين سلموا أنفسهم لها بلغ أكثر من ألف.
وأكد المرصد أن الهجوم انتهى بعد معارك استمرت 6 أيام تحولت خلالها كبرى مدن شمال شرق سوريا إلى ساحة حرب.
واضطر الآلاف من سكان الحسكة إلى النزوح من مناطقهم على إثر مهاجمة نحو مئة على الأقل من عناصر التنظيم الإرهابي السجن في أكبر استعراض قوة لهم منذ سنوات.
وأوقعت الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد، 124 منهم من عناصر التنظيم و50 من القوات الكردية، إضافة إلى 7 مدنيين، بحسب المرصد. إلا أن حصيلة القتلى قد ترتفع مع دخول القوات الكردية والوحدات الطبية إلى كل أجزاء السجن بعدما انتهى الهجوم.
ولجأت القوات الكردية إلى قطع الماء والأكل طوال يومين عن السجناء، وفق ما أفاد المرصد، بهدف الضغط عليهم لمن أجل الاستسلام.
ورفضت قوات سوريا الديمقراطية التحدث عن مفاوضات مع هؤلاء، ولم تتضح بعد كيفية انتهاء الهجوم.
إلا أن المرصد أكّد أنّ قيادياً سورياً في صفوف التنظيم الإرهابي يتولى التفاوض مع الجانب الكردي لإنهاء حالة التمرّد وتأمين الطبابة لعدد كبير من جرحى التنظيم.
وتمكنت القوات الكردية منذ الاثنين من تحرير 32 على الأقل من موظفي السجن، ظهر بعضهم في مقطع فيديو نشره التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي بعد تنفيذه الهجوم.
ويضم سجن الصناعة العدد الأكبر من السجناء المنتمين إلى التنظيم في سوريا، ورأى مسؤولون أكراد وخبراء ومحللون غربيون أن العملية التي استهدفته ينبغي أن تكون تكون بمثابة جرس إنذار.
وتضم السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا نحو 12 ألف إرهابي من نحو 50 جنسية، وفق السلطات الكردية.