الحسكة (وكالات)
أدانت الولايات المتحدة الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش» الإرهابي على سجن تابع لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا، في محاولة لإطلاق سراح مقاتلي التنظيم المحتجزين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان: إن الخسائر التي تكبدها الشركاء في هذه الهجمات «تمثل تذكيراً صارخاً بالتحديات الفعلية التي لا تزال المنطقة تواجهها».
وقُتل 136 شخصاً، على الأقل، في الاشتباكات المستمرة، والتي دخلت، أمس، يومها الرابع على التوالي بين مقاتلين من تنظيم «داعش» والقوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي على إثر هجوم للإرهابيين على سجن «غويران» في شمال شرق سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشاد برايس بقوات «قسد» على ردها السريع والتزامها المستمر بمحاربة «داعش» في شمال شرق سوريا، مشدداً على أن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب شركائها في المنطقة لمواجهة فلول «داعش».
ولفت إلى أن الهجوم «يسلط الضوء على أهمية المبادرات التي يتخذها التحالف الدولي لهزيمة (داعش)، وضرورة تمويلها بشكل كامل بغرض تحسين الاحتجاز الآمن والإنساني لمقاتلي (داعش)، بما في ذلك من خلال تعزيز أمن مرافق الاحتجاز».
وتابع برايس: «إن الهجوم يؤكد أيضاً الحاجة الملحة لبلدان المنشأ إلى استعادة مواطنيها المحتجزين في شمال شرق سوريا، وإعادة تأهيلهم ودمجهم ومقاضاتهم متى اقتضى الأمر ذلك».
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل «84 من تنظيم داعش و45 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد وسبعة مدنيين»، في أحدث حصيلة.
والهجوم الذي يشنه تنظيم «داعش» على سجن «غويران»، هو «الأكبر والأعنف» منذ إعلان القضاء على سيطرة التنظيم في مارس 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته.
وكان هجوم الإرهابيين على السجن الكبير في مدينة الحسكة، الذي يضم آلافاً من عناصر التنظيم، بدأ ليل الخميس الجمعة. وتحاول القوات الكردية احتواء هذا الهجوم المتواصل لليوم الرابع بدعم من قوات التحالف.
وجاء في بيان لقوات سوريا الديموقراطية، أمس، «قواتنا سيطرت بشكل كامل على الوضع الاستثنائي الذي كان (داعش) يحاول الاستفادة منه للفرار، ليس بإمكان مرتزقة (داعش) المتبقين في أسوار السجن الفرار الآن».
وبحسب المرصد، «تمكنت القوات المشاركة في العمليات من السيطرة على محيط السجن بشكل شبه كامل، باستثناء جيوب لا يزال يوجد فيها عناصر التنظيم، إضافة لقسم كبير من السجن باستثناء المهاجع التي لا يزال السجناء يحكمون السيطرة عليها». وتلقى هذه القوات إسناداً جوياً من التحالف الدولي.
وقال المرصد أمس: «شهد السجن ومحيطه بعد منتصف ليل السبت الأحد اشتباكات عنيفة بين قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية».
وأشار المرصد إلى اعتقال مئات السجناء «من (داعش)، بينما لا يزال العشرات منهم فارين»، من دون تحديد العدد الإجمالي للسجناء الذين تمكنّوا من الهرب.
وسمع مراسل وكالة فرانس برس في حي غويران أصوات اشتباكات عنيفة في المناطق المحيطة بالسجن الذي يضم ما لا يقل عن 3500 شخص يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش». وقال المراسل: «إن قوات سوريا الديموقراطية تنتشرُ بكثافة في الأحياء المحيطة بالسجن، وتنفذ عمليات تمشيط، وتستخدم مكبّرات الصوت لدعوة المدنيين إلى مغادرة المنطقة».
وقال أحد المدنيين الفارين بعد عبوره المناطق المشتعلة: «الوضع سيئ جداً، والاشتباكات عنيفة ويدخلون البيوت، ويقتلون الناس فيها». وأضاف الرجل الثلاثيني، الذي كان يحمل طفلاً رضيعاً لف ببطانية من الصوف: «نجونا بأعجوبة».
وتحدثت همشة سويدان، البالغة 80 عاماً والتي كانت محاصرة في منزلها القريب من السجن، عن معاناة المدنيين: «بدون خبز أو ماء» مع احتدام المعارك.
وقالت بعد هروبها هي الأخرى من منطقة الاشتباكات: «نكادُ نموت من الجوع والعطش، لا نعرف إلى أين نذهب الآن؟».