دينا محمود (لندن)
أجمع المحللون الغربيون على أن ميليشيات الحوثي الإرهابية، ربما تكون قد فتحت على نفسها أبواب الجحيم، بعد إقدامها على شن اعتدائها الإجرامي الطائش على منشآت مدنية في الإمارات الاثنين الماضي، ما أثار حالة عارمة من الغضب والاستنكار على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي الوقت الذي يُنتظر أن يلقى فيه الاعتداء الأخير إدانة صارمة من جانب مجلس الأمن الدولي، الذي دُعي للانعقاد لبحث هذا العمل الآثم، بات من المتوقع أن يقود اجتراء الحوثيين على استهداف المدنيين في الإمارات، إلى دفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لبحث إعادة إدراج الميليشيات الدموية، على قائمة الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية.
وقال المحللون في تصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» واسعة الانتشار، إن وضع الميليشيات الانقلابية من جديد على القائمة الأميركية السوداء سيشكل تصحيحاً لخطأ ارتُكِبَ في مستهل عهد الإدارة الديمقراطية الحالية، عندما عدَلَت الولايات المتحدة في عهد رئيسها الجديد بايدن، عن قرار الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب بإدراج الحوثيين على هذه اللائحة، التي تضم تنظيمات إرهابية، مثل «داعش» و«حزب الله» وغيرهما.
ورغم أن إدارة بايدن حذفت الميليشيات الحوثية من على القائمة السوداء، رغبة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين الانقلابيين في اليمن، فإن قياديي هذه الجماعة الإرهابية، اعتبروا تلك الخطوة بمثابة ضوء أخضر، لتصعيد ممارساتهم العدوانية سواء على الأراضي اليمنية، أو عبر الحدود.
ومن شأن إعادة تصنيف ميليشيات الحوثي على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، إلزام وزارة الخارجية والخزانة في الولايات المتحدة، بتجميد أرصدة هذه الجماعة الدموية وأصولها على التراب الأميركي أو في المؤسسات الخاضعة لنفوذ وسيطرة أميركيين.
انتكاسة دبلوماسية للميليشيات
سيمثل تصنيف الميليشيات على القائمة السوداء انتكاسة دبلوماسية كبرى، ستُضاف إلى الهزائم العسكرية، التي يُمنى بها المسلحون الحوثيون على العديد من جبهات القتال في اليمن، منذ مطلع العام الجاري، وخاصة بعد نجاح ألوية العمالقة في تحرير محافظة شبوة الغنية بالنفط، بالتوازي مع إحراز تقدم مماثل في مأرب.
وأشارت «فورين بوليسي» إلى أن هذه الهزائم التي وصفتها ب «الاستراتيجية»، دفعت الحوثي إلى الإقدام على هجومه المتهور الأخير، الذي أكدت المجلة الأميركية أنه يشكل «منعطفا جديدا» ومختلفا في الحرب التي تعصف باليمن، منذ استيلاء الحوثيين على السلطة بالقوة هناك في 2014.
ونقلت «فورين بوليسي» عن بيتر ساليسبري الخبير في شؤون اليمن بمركز «مجموعة الأزمات الدولية للدراسات» إشارته، إلى عدم اكتراث الميليشيات الانقلابية بمختلف الجهود المبذولة لحقن الدماء ووقف الحرب التي دفعت باليمن إلى حافة المجاعة، وجعلت 80% من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
واعتبر ساليسبري أن الحوثي يفضل التشبث بالخيار العسكري، حتى على الرغم من تبدل موازين القوى في ضوء المكاسب الميدانية التي حققتها قوات الحكومة الشرعية على مدار الأسابيع الماضية، قائلاً إنه من المرجح أن يحاول الانقلابيون في الفترة المقبلة، إعادة قواعد اللعبة إلى ما كانت عليه قبل هزائمهم الأخيرة.