هدى جاسم، وكالات (بغداد)
أعلنت خلية الإعلام الحربي في العراق، أن 3 طائرات مسيّرة اقتربت، فجر أمس، من المحيط الجنوبي لقاعدة «بلد» الجوية في محافظة صلاح الدين.
وأوضحت الخلية، في بيان، أنه تمت مشاهدة الطائرات بالعين المجردة من قبل القوة المكلفة بحماية الأبراج الخارجية، والتأكد من أنها طائرات معادية، مشيرة إلى أن القوة فتحت النار باتجاه هذه الطائرات التي لاذت بالفرار.
وتتعرض مواقع عسكرية ودبلوماسية غربية باستمرار في العراق لهجمات بصواريخ وقنابل، وينسب الأميركيون ومسؤولون عراقيون تلك الهجمات لفصائل مسلحة.
وفي هذه الأثناء، استهدف قصف صاروخي، أمس، قاعدة «زيلكان»، التي تضم قوات تركية في قضاء بعشيقة شمال شرق الموصل.
وقال مصدر أمني: إن قصفاً بصاروخين استهدف محيط قاعدة «زليكان» للجيش التركي بناحية بعشيقة شمال شرق الموصل، مضيفاً: «إن الحادث تسبب بأضرار مادية فقط». ويوم الخميس الماضي، أُصيبت امرأة وطفلان بجروح إثر سقوط صاروخ على مدرسة تقع في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، فيما سقط صاروخان في مجمع السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة نفسها.
وهذا الهجوم يلي سلسلة هجمات مماثلة ضد المصالح الأميركية في العراق خلال الأسابيع الأخيرة، التي تتم أحياناً بواسطة طائرات مسيرة مفخخة. وكانت وزارة الخارجيّة العراقية، أدانت أمس الأول، بشكلٍ قاطع أيَّ عملٍ يُعد مزعزعاً لأمن واستقرار العراق. وذكرت، في بيان، أنها «تدينُ بشكلٍ قاطع أيَّ عملٍ يُعَدُّ مزعزعاً لأمن واستقرار العراق، لاسيما ما تعرّضت له المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد من استهدافٍ بالصواريخ».
وأضافت: «نجددُ الالتزامَ بتوفيرِ الأمن والحمايةِ للبعثات الدبلوماسيّة واعتماد جميع السُبُل الضامنة لتيسيرِ عملها، وفقاً لِما نَصّت عليه الاتفاقيّات الدوليّة، مؤكدة على إجراءات الحكومة العراقيّة بملاحقة الجُناة وإنزال العقاب بحقهم وفق القانون».
وأشارت إلى أنَّ «أمنَ واستقرارَ العراق ليس خياراً بل هو مسار حتمي يعكس حضور الدولة بمؤسساتها وأمنِ مجتمعها».
وفي سياق أمني آخر، أفاد مصدر أمني مسؤول، أمس، بضبط عجلة مفخخة تحت الأنقاض في مدينة الموصل.
وقال المصدر: «إن قوة أمنية عثرت على عجلة ثانية مفخخة تحت أنقاض إحدى البنايات المقصوفة بالقرب من منطقة الزنجيلي بالجانب الأيمن من مدينة الموصل».
وأضاف: «إن العجلة موجودة منذ الحرب على داعش»، مبيناً أن العمل جارٍ على رفع الأنقاض لتفكيكها ونقلها إلى مكان آخر.
وعلى صعيد منفصل، أكد وزير البيئة العراقي جاسم الفلاحي، أمس، وجود مشكلات تواجه البرنامج الوطني لشؤون الألغام في العراق، لافتاً إلى وجود مساحات شاسعة بأربع محافظات لا تزال ملوثة بالعبوات والألغام.
وقال الفلاحي، لوكالة الأنباء العراقية «واع»: إن «موضوع التلوث بالألغام والعبوات الناسفة والشراك المخادعة والمخلفات الحربية إحدى المشكلات الجدية التي يواجهها البرنامج الوطني لشؤون الألغام في العراق»، مبيناً أن «البرنامج سلمي مرتبط بوزارة البيئة بمساعدة الشركاء الوطنيين في وزارة الدفاع - الهندسة العسكرية، والدفاع المدني في وزارة الداخلية، وهندسة مديرية المتفجرات بالتنسيق مع الأجهزة الأخرى والحكومات المحلية».
وأضاف: «إن البرنامج هدفه الحقيقي هو تنظيف هذه الأراضي من الألغام والعبوات الناسفة والمخلفات الحربية وتأمينها، وجعلها قابلة للاستثمار وإعادة الحياة فيها خصوصاً في المناطق المحررة».
وعن أبرز المسببات لانتشار العبوات والألغام، قال الفلاحي: «إن تنظيم داعش الإرهابي الذي وضع هدفاً أساسياً عبر استهداف الإنسان واستهداف بيئته، فكانت العبوات الناسفة والشراك المخادعة واحدة من أهم الأسلحة التي يستخدمها للإيقاع بأكبر عدد ممكن من الضحايا»، مضيفاً: «إن مناطق شاسعة من محافظة نينوى ملوثة بالألغام والعبوات الناسفة كذلك المخلفات الحربية التي أزهقت أرواح الكثير من المواطنين الأبرياء».
وأشار إلى أن «واحداً من أهم شروط استراتيجية إعادة الاستقرار والإعمار أن تكون الأرض نظيفة وخالية من جميع المخلفات والعبوات الخطرة»، مؤكداً أن «الوزارة تبذل جهوداً جدية وبالتعاون مع المنظمات الدولية ذات التمويل الدولي ومن خلال دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس)، تم إجراء تنظيف لهذه الأراضي».
وتابع الفلاحي، أن «الوزارة تبذل جهوداً كبيرة خصوصاً في المناطق المدنية داخل المدينة، وابتدأت بالجامعات والمعاهد والمدارس والمستشفيات والمستوصفات والطرق والجسور ومحطات الكهرباء، واستطاعت أن تحقق أشواطاً طويلة».
وبين، أن «هناك مساحات شاسعة لا تزال ملوثة بالعبوات الناسفة والألغام في محافظة نينوى إضافة إلى بقية المحافظات». ونوه بأن «هناك خطة تم وضعها للتخلص من الألغام في نهاية عام 2028»، معرباً عن أمله في «التمكن من أداء المهمة ضمن الاستراتيجية الوطنية».