عدد اليوم
الخرطوم (الاتحاد)
مرت أمس، الذكرى السادسة والستون لاستقلال السودان وبداية العام الجديد من دون احتفالات، وفي أجواء حزن على سقوط قتلى وجرحى في الاحتجاجات المتواصلة، كما خيمت ظلال جائحة «كورونا» والأزمة المعيشية الخانقة على المناسبة.
وجدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان التأكيد على حماية بلاده من الانزلاق نحو الفوضى والخراب، متعهداً بالمحافظة على الفترة الانتقالية ونجاحها واستكمال مهامها.
وقال البرهان، في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى الـ66 لاستقلال السودان، أمس: إن «بناء الدولة السودانية الحديثة لن يأتي إلا بالتوافق والتراضي الوطني ونبذ الفرقة والتشتت»، مشيراً إلى أن «هناك أزمات تحيط بالوطن، وهي مهددات وجودية لا يمكن التغافل عنها أو مواجهتها إلا بالوعي التام».
وأضاف: إن «التنازع حول السلطة والانفراد بها وما ترتب عليه من إزهاق للأرواح وإتلاف للممتلكات يوجب علينا تحكيم صوت العقل»، مؤكداً أن «الحوار الجاد مفتوح للجميع والسبيل الوحيد للحكم هو التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات».
يأتي ذلك في وقت، عقد مجلس السيادة اجتماعاً طارئاً، أمس، لبحث تطورات الأزمة السياسية المتصاعدة، ومناقشة الحلول المطروحة لمواجهة الموقف المتأزم في ظل رفض الشارع والقوى السياسية للاتفاق السياسي بين البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وأعقب ذلك اجتماع آخر طارئ لمجلس الأمن والدفاع لبحث الموقف.
وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد»، إن المجلس ناقش المبادرات المطروحة لحل الأزمة، وفي مقدمتها خريطة الطريق التي طرحها حزب الأمة من أجل استعادة الشراكة وإكمال المرحلة الانتقالية.
وأضافت هذه المصادر أنه في حال عدم التجاوب مع هذه المقترحات لإكمال الشراكة لن يبقى أمام المكون العسكري سوى الدعوة لانتخابات مبكرة.
وفي الأثناء، نفى مكتب رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ما تداولته منصات التواصل الاجتماعي وبعض المحطات الإعلامية من أنه قيد الإقامة الجبرية للمرة الثانية، وأكد عدم صحة الخبر، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء يتمتع بكامل حريته في التحرك والاجتماع والتواصل.
وفي سياق متصل، أعلن مجلس السيادة استنكاره الأحداث التي صاحبت المظاهرات التي شهدتها البلاد الخميس الماضي، وأدت لمقتل وإصابة عدد من الأشخاص، داعياً إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والعسكرية لمنع تكرارها.
وقال مجلس السيادة في بيان: إنه «وجه السلطات المختصة في الدولة بأخذ الإجراءات القانونية والعسكرية كافة لتدارك مثل هذه الأحداث حتى لا تتكرر وأن لا يفلت أي معتد من العقاب».
وجاء ذلك بعدما أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان ارتفاع قتلى مظاهرات الخميس إلى 5 أشخاص.
ويعاني السودان أزمة حادة منذ 25 أكتوبر الماضي حينما أعلن البرهان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين في مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات رغم إعادة الجيش عبدالله حمدوك إلى منصب رئيس الوزراء في 21 نوفمبر الماضي بموجب اتفاق سياسي.
