أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة)
قال الطاهر أبوهاجة، مستشار القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، أمس، إن التظاهرات الحالية في البلاد لن توصل البلاد إلى حل سياسي.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية «سونا» عن أبوهاجة قوله إن «استمرار التظاهرات بطريقتها الحالية هو استنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد وإهدار للطاقات والوقت، فيما لا جدوى منه»، مضيفاً أن هذه التظاهرات لن توصل البلاد إلى حل سياسي.
وأوضح أن «التوافق الوطني والالتفاف حول قضايا البلاد العليا والحوار هي الطريق الأوحد نحو استقرار السودان».
واتهم أبوهاجة ما وصفها بـ«أياد خفية» بالسعي لجر البلاد نحو الفوضى، مبرزاً أنها «لا تريد لا انتخابات ولا ديمقراطية، وإنما تريد فترة انتقالية إلى ما لا نهاية»، وقال إن السلطات تعرف هذه الجهات وترصدها، لكنه لم يكشف عن هويتها.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، وفاة شخص خامس، أمس، متأثرا بإصابته بعبوة في الصدر، أطلقتها قوات الجيش على المتظاهرين، أمس الأول، في الخرطوم.
وقالت اللجنة، في تغريدة لها، إن الحصيلة الإجمالية لقتلى المظاهرات في السودان ارتفعت بذلك إلى 53 قتيلاً، بينهم 11 قضوا بعد التوقيع على اتفاق بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية، أعلنت أمس الأول، سقوط 4 قتلى في الاحتجاجات التي شهدتها منطقة أم درمان تنديداً بالاتفاق الذي وقعه حمدوك مع الجيش.
بدورها، أعلنت الشرطة السودانية مقتل 4 متظاهرين وإصابة 297، متوعدة من وصفتهم بـ«المندسين» الذين حولوا الحراك عن مساره السلمي.
وقالت الشرطة في بيان إن 53 من منسوبيها أصيبوا خلال احتجاجات أمس الأول، مشيرة إلى أن المظاهرات تخللها تسلل منفلتين حرفوها عن مسارها.
وأضاف البيان أن «الشرطة قامت بتنفيذ خطة التأمين خلال الاحتجاجات في ولايات الخرطوم والبحر الأحمر ونهر النيل والجزيرة وكسلا، بعد أن سبقتها إجراءات وقائية لمنع الذين يشكلون خطورة وتهديداً على الحراك السلمي».
وأكدت الشرطة قدرتها على تنفيذ القانون وتطبيقه، دون تعسف أو تهاون أو محاباة لطرف دون الآخر تحقيقاً للعدالة وبسطاً لهيبة الدولة.
في هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام سودانية أن عضو مجلس السيادة عبد الباقي عبد القادر أعلن استقالته من منصبه أمس، احتجاجا على استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين.
ووصل عبد القادر وهو طبيب أسنان إلى منصبه كعضو في مجلس السيادة عقب قرارات البرهان في 25 أكتوبر الماضي.
وأدان الهادي إدريس عضو مجلس السيادة ورئيس الجبهة الثورية التعامل بالعنف المفرط تجاه المتظاهرين، والاعتداء على مراسلي القنوات التلفزيونية، ودعا إدريس الشرطة إلى كشف هوية المعتدين على المتظاهرين.
يأتي ذلك في وقت، توالت فيه الإدانات الدولية للعنف المفرط الذي واجهت به قوات الأمن الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحكم المدني الكامل.
وأبدى فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان انزعاجه الشديد من التقارير التي تحدثت عن مقتل متظاهرين.
وشدد المبعوث الأممي في تغريدة على تويتر على ضرورة إجراء تحقيق ذي مصداقية في هذه الانتهاكات، وعلى الحق في حرية التعبير.
ومن جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي قتل المتظاهرين، مشدداً على أن استمرار الحملة على وسائل الإعلام أمر غير مقبول، وكذلك الهجمات على المستشفيات.
وأضاف «يجب احترام حقوق الإنسان وحياد المؤسسات الطبية في جميع الأوقات».
كما عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن استيائه من التقارير التي تتحدث عن استخدام قوات الأمن القوة المميتة ضد المتظاهرين وحجبها الإنترنت ومحاولة إغلاق وسائل الإعلام.
وقال بلينكن على «تويتر» إن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوداني في مطالبته بالحرية والسلام والعدالة».