عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
قالت لجنة أطباء السودان المركزية، إن قوات الأمن السودانية قتلت بالرصاص 4 محتجين أثناء احتجاجات في أنحاء البلاد أمس، نظم خلالها عشرات الألوف من المحتجين مسيرات مناهضة للاتفاق السياسي بين رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك وللمطالبة بحكم مدني كامل.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في حين سار المحتجون في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين باتجاه القصر الرئاسي.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 4 محتجين قتلوا برصاص قوات الأمن، منهم ثلاثة على الأقل في أم درمان.
وأمس، هو الخميس الحادي عشر الذي يشهد احتجاجات كبيرة منذ أحداث 25 أكتوبر الذي شهد عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل إعادته إلى منصبه.
ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.
وقال شهود عيان، إن قوات الأمن واجهت المحتجين على بعد نحو كيلومترين من القصر في وسط العاصمة، مضيفاً أنه كان هناك تواجد أمني كثيف في المنطقة.
وقال شاهد آخر، إن المحتجين تعرضوا كذلك للغاز المسيل للدموع في مدينة بحري قرب جسر مغلق يربطها بالعاصمة.
ووسط انقطاع خدمات الاتصالات أُغلقت معظم الجسور المؤدية إلى الخرطوم في حين أُغلق اثنان منها على الأقل بحاويات، وشوهد حاجز أمني للجيش بعربة مدرعة عند أحد الجسور المفتوحة.
وردد محتجون كانوا يتجهون نحو جسر مغلق يصل بحري بالعاصمة الخرطوم هتافات تؤكد استعدادهم للتضحية من أجل التخلص من حكم الجيش.
والسبت الماضي وصل محتجون مناهضون للحكم العسكري إلى منطقة قريبة من القصر الجمهوري في العاصمة رغم إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وانقطاع وسائل الاتصالات.
ونجح البعض في نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر محتجين في مدن أخرى عديدة بينها بورسودان وزالنجي وكسلا.
وأغلقت قوات الأمن عدة مناطق في الخرطوم، ونشرت تعزيزات أمنية مكثفة على الطرق الرئيسية، كما أغلقت السلطات عدداً من الجسور والطرق المؤدية إلى القيادة العامة للجيش، وقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية: «إن مليونية 30 ديسمبر تعرضت لقمع مفرط باستخدام الرصاص الحي وكافة الأساليب مما أدى لتراكم حالات الإصابات بالرصاص الحي وسواه في مستشفيات أم درمان، وبينها حالات حرجة».
وقالت مصادر سودانية إن قوات الأمن السوداني قامت بمطاردة المتظاهرين داخل الأحياء، عقب فض التجمعات بالغاز المسيل للدموع، واعتدت بالضرب على إعلاميين ومصورين.
وقالت مصادر سودانية لـ«الاتحاد» إن السلطات الأمنية استبقت مظاهرات أمس، بشن حملة اعتقالات واسعة لعدد من أعضاء لجان المقاومة في «جبرة وصافية» والخرطوم.
وفي هذه الأثناء، حذر صديق الهندي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، من انهيار السودان في حال استمرار الوضع بصورته الراهنة، التي ستقود حتما إلى الفوضى.
وطالب الهندي في تصريحات، السلطات الأمنية من عدم استخدام العنف في فض المظاهرات السلمية.
