سُجي نعش الأسقف ديزموند توتو، اليوم الخميس، في كاتدرائية تاريخية ندد منها ذات يوم بحكم أقلية البيض في جنوب أفريقيا، ليتمكن الجمهور من وداع رمز النضال ضد الفصل العنصري. وضعت باقة صغيرة من أزهار القرنفل على غطاء نعش بسيط مصنوع من خشب الصنوبر حمله ستة كهنة أنغليكان. وتلا الأسقف تابو ماكخوبا، خلف توتو، صلاة بعد ما حرق الكهنة البخور فوق النعش قبل نقله من عربة الموتى. سارت أرملة توتو ليا ببطء خلف الكهنة الذين حملوا النعش إلى داخل الكاتدرائية. وتوفي الزعيم الروحي والسياسي، الذي عمل دون كلل، عن تسعين عاما غداة عيد الميلاد. وسيحرق جثمانه وتدفن رماده يوم رأس السنة. ويسجى النعش في كاتدرائية سان جورج الأنغليكانية في مدينة كيب تاون الخميس والجمعة لتمكين أكبر عدد ممكن من الناس من وداع رجل دين ومناضل حقوقي محبوب. ومُددت فترة تسجية النعش ليومين "خشية حصول تدافع"، حسبما قال القس غيلمور فراي أمام الكاتدرائية قبل وصول الجثمان. وبعد مراسم مغلقة لحرق الجثمان، سيدفن رماد توتو داخل كنيسة رعيته السابقة، والتي ألقى فيها العظات لسنوات عدة، وحيث دأبت الأجراس على القرع تكريما له لعشر دقائق يوميا منتصف النهار منذ الاثنين. ومنذ الأحد توافد مئات الأشخاص على الكاتدرائية التي ترأس منها توتو الكنيسة الأنغليكانية في كيب تاون لعشر سنوات انتهت في 1996، لوضع الأزهار والكتابة في سجل التعازي. بعدما أضعفه التقدم في السن وسرطان البروستاتا، انسحب توتو الحائز جائزة نوبل للسلام من الحياة العامة في السنوات القليلة الماضية. بعد تقاعده في 1996، خاض رحلة مروعة في ماضي جنوب أفريقيا المظلم رئيسا للجنة الحقيقة والمصالحة التي كشفت عن أهوال الفصل العنصري بتفاصيل مخيفة.