السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الحرية والتغيير» ترفض مبادرة «الأكاديميين» لحل أزمة السودان

رفع العلم السوداني خلال مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في الخرطوم (رويترز)
27 ديسمبر 2021 00:17

أسماء الحسيني (الخرطوم، القاهرة)

في مسعى جديد لحل الأزمة السياسية المتفاقمة في السودان، طرح مديرو وأساتذة عددٍ من الجامعات مبادرة جديدة للتسوية، قالوا في بيان مشترك، إنها «وثيقة برنامج وطني»، مستقاة من رؤى وأطروحات ومبادرات مكونات ثورية، وتعبر عن طموحات وآمال الشعب في تحقيق مهام الانتقال، وصولاً لعهد ديمقراطي سليم، إلا أن مصادر مطلعة قالت لـ«الاتحاد»، إن المبادرات العديدة التي تطرح لحل الأزمة، وآخرها مبادرة مديري الجامعات السودانية، تواجه بالرفض من قبل قوى الحرية والتغيير التي تصعد الآن مواقفها، والأهم من قبل الشارع وتنسيقيات لجان المقاومة، الذين ترفع سقف مطالبهم إلى رفض التفاوض أو الشراكة أو الشرعية مع العسكريين، كما يرفضون بشدة الاتفاق السياسي الذي وقعه رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان في 21 نوفمبر الماضي.
وأضافت المصادر أن عدم التوافق والاتفاق على ميثاق سياسي يجمد أوضاع السودان برمتها، ويعطل تشكيل حمدوك للحكومة المنتظرة، ويلقي بظلال قاتمة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية، وقد يدفع رئيس الوزراء إلى الاستقالة من منصبه بالفعل، إن لم تبدِ جميع الأطراف، وفي مقدمتهم العسكريون مرونة، ويقدموا تنازلات حقيقية للوصول إلى تسوية مرضية، وإنقاذ الوضع الراهن في السودان.
وأعربت المصادر عن خشيتها من استمرار المظاهرات، واستمرار القمع الأمني المفرط لها، مما قد يؤدي لانزلاق البلد نحو الحرب الأهلية، مشيرةً إلى أن الأوضاع غير المستقرة أمنياً في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان.
يأتي ذلك في وقت، دعت فيه القوى السودانية المعارضة للاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك للتظاهر مجدداً الخميس المقبل، معلنةً رفضها التفاوض مع المكون العسكري، ومن بين هذه القوى تجمع المهنيين ولجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير.
وأعلنت لجان المقاومة مواصلة التصعيد، وحددت جداول لسبعة مظاهرات مليونية شهر يناير المقبل، وقالت إنها ستحدد وجهات المظاهرات ومساراتها بعد مظاهرة الخميس المقبل.
إلى ذلك، نقل التلفزيون الرسمي عن السلطات السودانية قولها، أمس، إن 58 من رجال الشرطة أُصيبوا في تظاهرات، أمس الأول، مشيرةً إلى أن الغاز المسيل للدموع استخدم فقط للتصدي لهجمات على منشآت ومركبات أمنية.
وتابع بيان لجنة أمن الخرطوم أنه «تم اعتقال 114 شخصاً، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم بعد احتجاجات السبت، وهي الأحدث في سلسلة احتجاجات منذ 25 أكتوبر».
وقال مسعفون مرتبطون بالحركة الاحتجاجية في وقت سابق، إن عنف قوات الأمن تسبب في إصابة 178 من المتظاهرين، منهم 8 أصيبوا بذخيرة حية.
وخرج متظاهرون سودانيون في مسيرات حاشدة، أمس الأول، في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد، للتنديد بالإجراءات التي اتخذها الجيش في أكتوبر الماضي، ثم أدخلت البلاد في أزمة سياسية، رغم إعادة رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، إلى منصبه.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا»، أن المئات نزلوا إلى الشوارع، حتى مع تشديد السلطات الأمنية في أنحاء العاصمة ونشر القوات وإغلاق جميع الجسور على نهر النيل التي تربط الخرطوم بمدينتها التوأم أم درمان ومنطقة بحري.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©