هناء الحمادي (أبوظبي)
تحتفل سلطنة عمان بعيدها الوطني الـ51، هذه الأيام، في ظل إنجازات تحققت للمرأة العمانية في مختلف المجالات على مدار 5 عقود، وكما كانت المرأة العمانية شريكة في مسيرة النهضة التي أطلقها سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد عام 1970، فإنها حاضرة أيضاً بقوة للنهوض بالحاضر ورسم ملامح المستقبل عبر «رؤية 2040»، خلال مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها السلطان هيثم بن طارق. ومن أهم ركائزها تمكين المرأة ورعاية حقوقها لتكون شقيقة الرجل في ميادين العمل المتوافقة مع طبيعتها وقدراتها ومهاراتها المختلفة إلى جانب رعايتها للأسرة وبناء جيل محب لعمان يستطيع إكمال مسيرة آبائه وأجداده. واحتفالا باليوم الوطني العماني أكدت الكثير من القيادات النسائية العُمانية في هذه المناسبة الوطنية عن دعم وتمكين القيادة الرشيدة.
بناء المجتمع
بينت الدكتورة سوسن بنت سعود اليعقوبية الناشطة التربوية ومديرة مدرسة بشمال الباطنة ناشطة تربوية أن المرأة هي مجتمع بأسره، وأن القيادة الرشيدة في سلطنة عمان قد تبنّت استراتيجية تطوير إمكانيات المرأة العمانية، ومكّنت دورها وأولتها مهمة المساعدة في تنمية وتطور المجتمع، فكانت لها المكانة المرموقة التي تحفظ كرامتها ودورها المرموق الذي ترتقي به نحو مستقبل مشرق.
وقالت اليعقوبي: لعبت المرأة العمانية على مدى التاريخ أدواراً مهمة في مختلف المجالات، وكان المغفور له صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد قد أولى اهتمامه للمرأة منذ توليه مقاليد الحكم فأثبتت وجودها وجدارتها في كل الأعمال وخصص لها يوماً لتذكيرها بدورها الكبير في التنمية. وقيادتنا الرشيدة لمولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم أكدت على مواصلة المرأة لدورها البناء في المجتمع والتنمية، وكربة منزل تربي أجيالاً لمستقبل عمان الواعد، وهذه أكبر مهمة للمرأة في ظل متغيرات العصر وتطورات تقنياته إلى جانب عملها حيث أصبحت مهمتها أصعب ويعول عليها الكثير.
ملهمة الأجيال
عبرت الدكتورة عهود بنت سعيد البلوشي، أكاديمية وباحثة، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال، قائلة: إن القيادة آمنت بالمرأة مع إشراقة شمس النهضة على بلادي وهي ذاتها التي دافعت منذ وقت مبكر عن حق النساء في التعليم، متجاوزة بذلك التحديات الاجتماعية والثقافية آنذاك، والتي كان من شأنها أن تؤخر التحاق المرأة بركب التغيير الذي شهدته سلطنة عُمان في كافة المجالات، وأتاحت لها الفرص إلى جانب الرجل لتكون شريكة البناء وملهمة الأجيال.
وأكدت أن المكانة المرموقة التي حظيت بها النساء العمانيات تنوعت بين دعم وتكريم، ومنح الثقة السامية لتولي المناصب القيادية العليا، فخرجت نماذج مشرفة على الصعيدين المحلي والإقليمي والعالمي. وقالت: أستحضر هنا مقولة السلطان الخالد في قلوبنا «إن الوطن لا يحلق دون المرأة»، فليس لطموح هذا الوطن حدود وسيظل محلّقا بجناحيه في فضاءات رحبة من العطاء. والوطن الذي آمن بي ومنحني صفة الجناح الذي لن يحلق دونه هو وطن غالي سأحرص أنا وأخواتي من نساء عمان أن نطوف به بالإنجاز، لاستثمار الفرص الجيدة.
مشاركة فاعلة
نهاد محمد الكندي، بكالوريوس أحياء دقيقة، دبلوم عالي في المكتبات الطبية، إعلامية ومذيعة ومؤثرة، قالت: حظيت بالتكريم الأكبر للمرأة كهدية سامية بتخصيص 17 أكتوبر يوماً للمرأة العمانية، تقديراً لدورها البارز في بناء ذاتها والمجتمع، ودعم هذا التوجه بمنظومة التشريعات والقوانين الوطنية الصادرة لإعطاء المرأة حقوقها مما مكنّها ذلك أن تلعب دوراً مهماً ومحورياً في التنمية المستدامة. كما ركزت الحكومة الرشيدة على دعمها في قطاع العمل وانخراطها في القطاعين الحكومي والخاص والأهلي، ومشاركتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبناء قدراتها على القيادة وصنع القرار، وتمتعها بحق المشاركة الأهلية وتأسيس الجمعيات، بما فيها جمعيات المرأة العمانية التي وصل عددها إلى 65 جمعية موزعة على محافظات وولايات السلطنة.
وقالت الكندي: فيما تحتفل السلطنة بعيدها الوطني الـ 51، فإن المرأة العمانية تستذكر مسيرة النهضة التي انطلقت عام 1970 ولبت خلالها النداء للمساهمة في بناء الدولة العصرية. فذكرى 18 نوفمبر من كل عام تعد إحدى أهم الذكريات الوطنية الراسخة في تاريخ عُمان الحديث لما لها من دلالات عميقة تشير بكل وضوح إلى التحول الحضاري الذي شهدته السلطنة منذ انطلاق النهضة المباركة.
تصميم شعار
سارة بنت هلال المخيني موظفة في وزارة الإعلام، صممت الكثير من الشعارات للبرامج التلفزيونية والمناسبات الوطنية واستطاعت أن تترك بصمة مختلفة في الاحتفال باليوم الوطني العماني من خلال اعتماد تصميمها، قالت: إن الاحتفال باليوم الوطني، من أجمل المناسبات، وأستعد دائما لتقديم الجديد في تصميم الشعارات الوطنية التابعة لوزارة الإعلام وأترقب نوفمبر المجيد بكل سعادة وإخلاص. دولتي تحمل الكثير من الأصالة والعراقة والتفاصيل وهي تلهمنا دائماً.
أضافت: الشعار هذه السنة شبابي مستلهم من كلمات الخطاب السامي الأول لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، «ينبغي لنا جميعا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل»، فجاء الرقم واحد مرتفعاً عن بقية العناصر في الشعار للتعبير عن الارتقاء والتقدم. وهو مستلهم من طاقات الشباب وعطائهم ومن اهتمام صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بهم، وذلك لما ذكر في نص الخطاب «إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها».
وقالت المخيني: طرحت في هذا الشعار عدة أفكار ملفتة، الأولى عبر في دمج الرقمين 51 مع الحرفين ألف ونون، والثانية كتابة كلمة عُمان بوجود الضمة للتعبير عن عُمان، وجاءت الألوان مستلهمة من هوية عُمان بألوانها ومحاورها الأربعة. أما الفكرة الثالثة فهي طرح الشعار بالكتلة والمساحة الطولية، وهو يحمل الشكل المستطيل.