عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
تعرضت المفوضية العليا للانتخابات الليبية، أمس، لهجوم سيبراني نفذه قراصنة مجهولون، واستهدف الصفحة الرسمية الموثقة للمفوضية، ونشر خبراً كاذباً حول «رفض المفوضية ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية»، حسبما أفاد مسؤول إدارة الإعلام في مفوضية الانتخابات سامي الشريف لـ«الاتحاد».
وأشار الشريف إلى أن مفوضية الانتخابات تسلمت حتى الآن أوراق 5 مرشحين للانتخابات الرئاسية الليبية، وهم: عبد الحكيم بعيو، وسيف الإسلام القذافي، وأسعد أزهيو، والسنوسي الزوي، وفيضان حمزة، وذلك بعد استيفاء المسوغات القانونية كافة.
وأثار تقدم سيف الإسلام بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا، المزمع تنظيمها في 24 ديسمبر المقبل، غضبا كبيرا بين الميليشيات المتمركزة في غرب ليبيا، وأعلنت ميليشيات مسلحة في مدينتي الزاوية والزنتان وغريان، محاصرة مكاتب المفوضية العليا، وتحميلها مسؤولية ما سيترتب عن قبولها مطلب ترشحه.
وقالت ميليشيا مسلحة في مدينة الزاوية: «نرفض رفضاً قاطعاً ترشح سيف الإسلام، وسنمنع ترشح أي شخصية ساهمت في قتل وتشريد الشعب الليبي»، مؤكدة أنها لن تسمح بفتح المراكز الانتخابية داخل المدينة، إلا إذا جرت الانتخابات وفقاً لقاعدة دستورية متوافق عليها. فيما خرجت ميليشيا مسلحة من مدينة الزنتان إلى شوارع المدينة، ونفذت استعراضاً عسكرياً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، تعبيراً عن رفضها لترشح سيف الإسلام القذافي.
بدوره، أعرب مجلس حكماء وأعيان مصراتة عن رفضه ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، وقال: «إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يتحمل مسؤولية إفشال المشروع الانتخابي، بسماحه الترشح بقانون معيب شكلاً ومضموناً» على حد قولهم.
إلى ذلك، اعتبر مسؤول بـ «الجماعة الإسلامية» الليبية المقاتلة في طرابلس، سامي الساعدي، أن كل من يؤيد «قانون عقيلة صالح» وإجراءات المفوضية من داخل ليبيا أو من خارجها، أو يؤيد ترشح المطلوب في جرائم الحرب (سيف الإسلام) يساهم في عدم استقرار ليبيا، على حد زعمه.
بدوره، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسى الكوني: إن سيف الإسلام القذافي من حقه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيراً إلى أنه طالما تقدم بالمسوغات القانونية وانطباق شروح الترشح عليه فيحق له التقدم للانتخابات، وأوضح الكوني، في تصريحات صحفية عقب لقاء الأمين العام للجامعة العربية، أمس، أن الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل كانت محور المحادثات التي جمعته مع أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، خلال زيارته لمقر الجامعة بالقاهرة.
وشدد الكوني على أهمية دور الجامعة العربية في قضية إخراج المرتزقة من ليبيا، موضحاً أنه يمكن للجامعة التفاوض مع الدول التي ينتمي إليها المرتزقة، من أجل إرجاعهم إلى دولهم، خصوصاً الدول الأفريقية.
وفي ذات السياق، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري التزام مصر الكامل بتثبيت ركائز الاستقرار في ليبيا، والمُساهمة في تحقيق مُتطلبات التنمية الشاملة فيها، مؤكداً ضرورة وقف كافة أشكال التواجد الأجنبي غير المشروع، وفرض ليبيا لسيادتها على سائر ترابها الوطني عبر مؤسسات وطنية ليبية مُتماسكة.
وشدَّد الوزير شكري، خلال استقباله الكوني، على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية في موعدها المُحدد الشهر المقبل، باعتبار ذلك خُطوة مِفصلية نحو استكمال خريطة الطريق السياسية التي أقرَّها الأشقاء الليبيون، وبما يحول دون إدخال ليبيا في دوائر مُفرغة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي.
كما تطرق وزير الخارجية المصري إلى حتمية خروج كافة القوات الأجنبية، فضلاً عن المُرتزقة والمُقاتلين الأجانب، وفقًا لما نصت عليه المرجعيات الدولية ذات الصلة، باعتبار ذلك العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة الليبية.
