عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أدى غالبية أعضاء مجلس السيادة الجديد في السودان القسم الدستوري أمام رئيس المجلس الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس القضاء، بينهم نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» قائد قوات الدعم السريع، بينما لم يؤد القسم 3 أعضاء يمثلون «الجبهة الثورية»، وهم الهادي إدريس ومالك عقار والطاهر حجر، إضافة إلى العضو الذي يمثل شرق السودان، والذي لم يتم اختياره بعد.
يأتي ذلك في وقت توالت ردود الفعل المنددة بتشكيل المجلس داخل السودان وعلى الصعيد الدولي، حيث اعتبر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أن التطورات في السودان مقلقة للغاية، بما في ذلك تعيين مجلس سيادة جديد.
وأضاف دوجاريك خلال مؤتمر صحفي: «نريد أن نرى استئناف الانتقال في أقرب وقت ممكن، والإفراج عن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وبقية السياسيين والمسؤولين الذين جرى اعتقالهم»
من جانبه، حذر فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في السودان من أن نافذة الحوار والحل السلمي للأزمة بصدد الانغلاق.
وعبر بيرتس عن قلقه بشأن تعيين مجلس سيادة جديد، قائلاً: إنه يزيد من صعوبة العودة إلى النظام الدستوري.
وأصدر الهادي إدريس رئيس «الجبهة الثورية» ورئيس حركة جيش تحرير السودان، بياناً أكد فيه أن تشكيل مجلس السيادة الجديد لا يعنيهم في شيء، وأن الإعلان عن تعيين قيادات الجبهة أحدث تشويشاً في الأوساط السودانية، مؤكداً أنه تكتيك غير موفق قصد منه شق الصف الوطني العام، واستباق للمظاهرات الحاشدة المرتقبة.
من جانبه، قال الفريق أول حنفي عبدالله مدير مركز الدراسات الأمنية بالخرطوم ووكيل جهاز المخابرات الأسبق لـ«الاتحاد»: إن تشكيل مجلس السيادة الجديد يعتبر تحولاً ديمقراطياً حقيقياً يفسح المجال لإكمال الفترة الانتقالية، التي كانت مهددة نتيجة تراكمات كثيرة من التجاذبات والصراعات، بما كان يؤثر على الأمن القومي السوداني. وتوقع عبدالله تشكيل الحكومة الانتقالية قريباً جداً، من تكنوقراط وخبراء مستقلين تختارهم القوى الوطنية.
ومن جانبها، دعت دول الترويكا والاتحاد الأوروبي وسويسرا لعودة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك والحكومة الانتقالية للسلطة، معربة عن قلقها من إعلان مجلس سيادي جديد في السودان.
وجاء في بيان صادر عن المجموعة أمس أنها تعرب عن قلها إزاء تشكيل مجلس سيادة جديد، واعتبرته انتهاكاً جديداً للوثيقة الدستورية.
وفي هذه الأثناء، شهدت أم درمان، أمس، مظاهرات عقب صلاة الجمعة نددت بتشكيل مجلس السيادة الجديد.
واستبقت السلطات السودانية المظاهرات التي دعت لها قوى المقاومة السودانية وتجمع المهنيين بالإعلان عن إغلاق جميع الجسور المؤدية للخرطوم بدءاً من منتصف الليلة الماضية، ما عدا 3 جسور، بحسب التلفزيون السوداني.
وفي الوقت نفسه، أكد تجمع المهنيين السودانيين وتنسيقيات لجان المقاومة جاهزيتهما الكاملة، استعداداً للمظاهرات المليونية التي دعت إليها اليوم.
