أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
في وقت تتفاعل وساطات مكثفة دولية وإقليمية لحل الأزمة السودانية، دعا المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، أمس، قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى اتخاذ خطوات لإعادة الحكومة المدنية، وإطلاق سراح المعتقلين.
ونفى فيلتمان، في لقاء مع الصحفيين عبر الهاتف الأنباء، التي تحدثت عن وصوله إلى الخرطوم، مؤكداً وجوده في واشنطن.
وقال: إن الجيش السوداني أظهر «ضبط النفس»، في رده على مظاهرات يوم السبت الماضي، كما ابتعد المتظاهرون عن المواقع العسكرية الحساسة، وهو ما قلل من احتمالات اندلاع أعمال عنف، معتبراً أنها علامة على إمكانية عودة تقاسم السلطة مع المدنيين.
وأضاف: «أعتقد أن ذلك أظهر إدراكاً من جانب الشعب السوداني نفسه أنه يتعين عليهم توخي الحذر والعثور على طريقة للعودة إلى الشراكة المدنية العسكرية التي يتطلبها هذا الانتقال»، مكرراً دعوة الولايات المتحدة لقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان لإعادة الحكومة التي يقودها المدنيون. وأكد أن الوضع الحالي لن يساهم في استقرار السودان والمنطقة، ونحن على تواصل معهم وآخرين لإعادة الشراكة في السودان بين المدنيين والعسكريين على أساس المساواة بينهم.
من جانبه، كشف رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، عن دعم المنظمة الأممية لاثنتين من المساعي المتعددة للوساطة التي تطرح حالياً لحل الأزمة في السودان، وأن الأمم المتحدة تقترح مبادرات وأفكاراً، وتنسق مع بعض الوسطاء.
وقال بيرتس للصحفيين في نيويورك، عبر الاتصال بالفيديو من السودان: إن الولايات المتحدة والقوى الإقليمية تبذل جهوداً لحل الأزمة في السودان، وأن الوسطاء يأملون في ظهور ملامح سبيل للخروج من الأزمة في السودان خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أنه يجري طرح حزم أكبر للتفاوض، وأن هناك شعوراً عاماً بأنه ينبغي العثور على مخرج. وذكر بيرتس أنه لا يستطيع الحديث عن مطالب أو شروط أو مواقف حمدوك والبرهان، بينما يتنقل الوسطاء بين الطرفين.
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء السوداني المعزول عبدالله حمدوك، أن إطلاق سراح الوزراء المعتقلين ومزاولة حكومته لأعمالها سيكون مدخلاً لحل الأزمة في السودان.
جاء ذلك خلال، لقائه مساء أمس الأول مع سفراء دول الترويكا، الولايات المتحد والمملكة المتحدة والنرويج لدى السودان، وفق بيان لمكتب الناطق باسم الحكومة. وأضاف البيان: إن حمدوك تمسك بشرعية حكومته والمؤسسات الانتقالية، واعتبر أن إطلاق سراح الوزراء ومزاولة مجلس الوزراء بكامل عضويته لأعماله هو مدخل لحل الأزمة في البلد.
وأكد البيان أن حمدوك شدد على أنه لن يكون طرفاً في أي ترتيبات، وفقاً للقرارات الانقلابية يوم 25 من الشهر الماضي، وأنه أكد ضرورة إعادة الوضع إلى ما كان عليه.
ومن جانبه، قال توت قلواك المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان: إنه التقى حمدوك، وإنه بصحة ومعنويات جيدة، وإن الأمور تتجه لحل مرضٍ لصالح الشعب السوداني، وتوقع أنباء مبشرة قريباً.
ولفت إلى أن حمدوك والبرهان سيجلسان مع بعضهما قريباً، وسيجري إطلاق سراح المسؤولين المعتقلين قريباً. وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني زين العابدين صالح لـ«الاتحاد»: إن البرهان وحمدوك إذا قبلا بمبدأ الوساطة، من قبل أطراف داخلية وأخرى خارجية، فإن هذا يعني أن الطرفين يقبلان بمبدأ التنازل للحل، وهذا يعني أن الوضع لن يعود إلى ما قبل 25 يناير، وأنه سيفرز واقعاً جديداً.
ومن ناحية أخرى، يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسة استثنائية بشأن السودان بعد غدٍ الجمعة، بعد أن طالبت 48 دولة، من بينها 18 أعضاء في المجلس بعقد جلسة طارئة حول التطورات الأخيرة في السودان والآثار المترتبة على حقوق الإنسان بسبب الوضع الراهن.
وبينما تواصل العصيان المدني والإضراب اللذين أعلنتهما قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة والأحزاب السودانية، أصدر المدير العام المكلف بوزارة التربية والتعليم قريب الله محمد قراراً، أمس، باستئناف الدراسة في كل المراحل بولاية الخرطوم يوم الأحد المقبل.
كما كلفت السلطات السودانية أزهري إدريس مديراً عاماً لوزارة المالية لتسيير الأعمال إلى حين تعيين وكيل وزارة جديد.