أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أكدت السفارة الأميركية في الخرطوم، أمس، أن المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، التقى رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وأكد خلال اللقاء دعم واشنطن لانتقال ديمقراطي مدني في البلاد.
وأضافت السفارة في تغريدة على «تويتر»: إن فيلتمان حث جميع الأطراف على تجديد الالتزام بالعمل مع بعضهم البعض لتنفيذ الإعلان الدستوري، وهو الوثيقة التي أبرمتها أحزاب مدنية مع الجيش عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
وبدأ فيلتمان مباحثاته مع أطراف الحكم الانتقالي في الخرطوم، أمس، من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية، حيث التقى حمدوك والبرهان ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي».
وأكد فيلتمان، قبيل وصوله إلى الخرطوم، أن زيارته للسودان لتأكيد وتعزيز الدعم الأميركي لقوى الانتقال الديمقراطي، وقال إنه يجب على قادة السودان التركيز على التعاون بدلاً من الشكوى وتبادل الاتهامات العلنية.
يأتي ذلك في وقت، سادت فيه حالة من الشد والجذب أمس بين الفرقاء في الخرطوم، فيما ظلت الأزمة السياسية تراوح مكانها، في ظل تصريحات متضاربة بشأن اتفاق حمدوك والبرهان على حل الحكومة ومجلس السيادة، الأمر الذي يطالب به اعتصام جبهة «ميثاق التوافق الوطني»، المنشقة عن قوى «الحرية والتغيير»، التي حاول أنصارها أمس تعطيل المؤتمر الصحفي لقيادات قوى الحرية والتغيير في مبنى وكالة الأنباء السودانية «سونا».
وأثارت تصريحات مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان وحاكم دارفور وأحد قادة الجبهة المنشقة عن «قوى التغيير» بشأن توافق البرهان وحمدوك على حل الحكومة ومجلس السيادة جدلاً كبيراً.
حيث سارع مكتب رئيس الوزراء إلى نفي تصريحات مناوي، ووصفها بأنها غير دقيقة، وقال المكتب في بيان: إن رئيس الوزراء لا يحتكر حق التقرير في مصير مؤسسات الانتقال، وأنه متمسك بالنقاط التي أوردها في خطابه، كمدخل لحل الأزمة بمخاطبة كل جوانبها عبر حوار يشارك فيه الجميع.
وأضاف البيان: إن رئيس الوزراء يواصل اتصالاته ولقاءاته بمختلف أطراف السلطة الانتقالية والقوى السياسية، لبحث سبل معالجة الأزمة السياسية في البلاد.
ومن جانبه، نفى وزير الاتصالات السوداني هاشم حسبو تصريحات مناوي عن اتفاق بيت البرهان وحمدوك على حل مجلسي السيادة والوزراء. وقال حسبو: لا يوجد أي اتفاق بين حمدوك والبرهان على حل المجلسين، هذا الكلام هراء، وأضاف: «الحديث الآن عن تسليم السلطة للمدنيين فقط، وفي مواقيتها المعلومة».
ومن ناحية أخرى، حاول عشرات من أنصار جبهة ميثاق التوافق الوطني المعتصمين أمام القصر الجمهوري بالخرطوم محاصرة وكالة الأنباء السودانية «سونا»، بهدف منع عقد مؤتمر صحفي لقيادات «قوى الحرية والتغيير»، ورددوا هتافات مناوئة لها، وأشعلوا النار في إطارات السيارات. وقالت قوى الحرية والتغيير: إن مجموعات تتبع الفلول واعتصام القصر اقتحمت وكالة «سونا» لمنع عقد المؤتمر.
وقال مدير وكالة الأنباء السودانية، محمد عبد الحميد: إن عربات جلبت العشرات لاقتحام مقر الوكالة بالقوة، واستطاعت قوات الأمن السيطرة على الموقف، وألقت القبض على 3 من المحتجين أمام الوكالة.
فيما رفعت قوات الجيش السوداني حالة الاستعداد، وفرضت حراسات مشددة على سجن كوبر، وأغلقت الشوارع المؤدية للقيادة العامة للجيش إغلاقاً تاماً.
من جانبه، أدان التجمع الإعلامي لدعم الانتقال السوداني اقتحام مجموعة منفلتة لمقر وكالة الأنباء السودانية واستخدامها العنف، وطالبت السلطات باتخاذ إجراءات قانونية رادعة لوقف مثل هذا السلوك المشين.
وفي المؤتمر الصحفي بوكالة الأنباء السودانية أعلنت قيادات قوى الحرية والتغيير تجديد ثقتها في الحكومة الانتقالية برئاسة حمدوك، وأكدت أن الحكومة لن تحل بالإملاءات، وأن الشارع وحده من يحدد مصيرها، وأن الأولوية لتوحيد الجيش.
وأكد ياسر عرمان مستشار رئيس الوزراء السوداني والقيادي بقوى التغيير أن الأزمة مصطنعة والانقلاب الذي حدث مؤخراً زائف، وأنه لا يمكن تطبيق تجارب الآخرين على السودانيين، وأن ذهب السودان يجب أن يذهب للشعب السوداني.