أبوظبي، قندهار (وام، وكالات)
أدانت دولة الإمارات بشدة التفجير الذي استهدف مسجداً في مدينة قندهار الأفغانية وأدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى الأبرياء. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية. كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وهزّ تفجير انتحاري وقع، اليوم، أثناء صلاة الجمعة مسجداً شيعياً في مدينة قندهار جنوب أفغانستان، وهو ما أسفر عن مقتل 62 شخصاً وإصابة قرابة 70 آخرين بجروح.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية سعيد خوستي على «تويتر»: «نشعر بالحزن لعلمنا بأن انفجاراً وقع في مسجد للشيعة في المنطقة الأولى بمدينة قندهار، والذي استشهد وأصيب فيه عدد من أبناء وطننا».
ويأتي الهجوم الانتحاري بعد أسبوع من هجوم انتحاري آخر استهدف مصلّين شيعة في مدينة قندوز شمال البلاد، وتبناه تنظيم «داعش» الإرهابي.
وبثّ المسجد عبر حسابه في «فيسبوك» مناشدة للتبرع بالدم.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن اعتداء قندهار، التي لطالما اعتبرت معقلاً لحركة «طالبان».
وأفاد مسؤول محلي في «طالبان»، طلب عدم الكشف عن هويته: «تظهر معلوماتنا الأولية أن انتحارياً فجّر نفسه داخل المسجد، وفتحنا تحقيقاً للكشف عن مزيد من المعلومات».
وأفاد طبيب في مستشفى «ميرويس» المركزي وكالة فرانس برس أن «المستشفى استقبل 33 جثة و74 جريحاً حتى الآن». وأكدت مصادر طبية أخرى ومسؤول في الولاية أن الحصيلة بلغت 62 قتيلاً، فيما هرعت أكثر من 15 سيارة إسعاف إلى المكان.
وقال أحد الأطباء: «نواجه ضغطاً كبيراً، وهناك العديد من الجثث، وجرى نقل كثير من الجرحى إلى المستشفى، ونتوقع وصول المزيد، ونحن بحاجة عاجلة للدم». وأضاف: «طلبنا من جميع وسائل الإعلام في قندهار أن تطلب من الناس القدوم والتبرّع بالدم».
وأفاد شاهد عيان عن سماعه ثلاثة انفجارات، أحدها عند المدخل الرئيس للمسجد والآخر جنوباً والثالث في المكان المخصص للوضوء.
وأكد شاهد آخر أن ثلاثة انفجارات هزّت المسجد، الواقع وسط المدينة، أثناء صلاة الجمعة التي يشارك فيها عادة عدد كبير من السكان.
وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تعذر التحقق من صحتها على الفور، جثثاً ملقاة على أرض مسجد «فاطميه». وقال أحد السكان ويدعى أحمد الله: «بدأ صوت إطلاق النار بعدما انتهينا من الصلاة، ومن ثم وقع انفجاران أو ثلاثة».
وأضاف: «كان هناك كثير من الشهداء والجرحى، ولا أعرف ما حصل لاحقاً».
والجمعة الماضي، استهدف انتحاري من تنظيم «داعش-ولاية خراسان» مسجداً شيعياً في قندوز، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات.
وأعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت مصلّين شيعة.
وأفادت شركة التحليلات المرتبطة بالنزاعات «إكس تراك»، أنه في حال تبنى تنظيم «داعش-ولاية خراسان» الاعتداء، فسيكون أول هجوم ينفّذه التنظيم في قندهار، ورابع مجزرة تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا منذ سيطرت «طالبان» على كابول في منتصف أغسطس الماضي.
وقال الباحث لدى «إكس تراك»، عبد السيد إن الاعتداء: «يمثّل تحدياً لحركة طالبان بعد سيطرتها على البلاد».
وتعهدت حكومة «طالبان» الجديدة بإعادة الاستقرار إلى البلاد، غداة اعتداء قندوز كما تعهّدت بحماية الأقلية الشيعية التي تعيش في ظل حكمها.
ومن جانبها، أدانت الأمم المتحدة التفجير، وجاء في تغريدة لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان: «تدين الأمم المتحدة العمل الوحشي الأخير الذي استهدف مؤسسة دينية ومصلّين، ويجب محاسبة المسؤولين».
إلى ذلك، أعربت كل من السعودية والبحرين والأردن، في بيانات، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي، مؤكدة وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني.
وجددت التأكيد على موقفها الرافض لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة. وقدمت العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللشعب الأفغاني الشقيق، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.