أحمد عاطف، الاتحاد، وكالات (عدن، القاهرة)
نجا محافظ عدن أحمد لملس، ووزير الزراعة والثروة السمكية أحمد السقطري، من هجوم بسيارة مفخخة استهدف موكبهما في منطقة «جحيف» بمديرية «التواهي» بمحافظة عدن.
وقالت مصادر مطلعة، إن الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، أوقع 6 قتلى و11 جريحاً من مرافقي وطاقم المحافظ والوزير.
وقال مصدر حكومي، إن الهجوم أسفر عن مقتل السكرتير الصحفي للمحافظ ومصوره ورئيس وحدة الأمن الخاصة به ومرافق رابع، بالإضافة إلى أحد المارة المدنيين. وأوضح مصدر أمني أن سيارة ملغومة كانت تقف في الخط العام بشارع المعلا انفجرت أثناء مرور موكب المسؤولين.
وكان محافظ عدن أحمد لملس تحدث لوسائل إعلام عقب نجاته من التفجير، مؤكداً أن «العملية الإرهابية لن تثنينا عن مواصلة عملنا في عدن».
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن الوزير السقطري والمحافظ لملس أطلعا رئيس الوزراء معين عبدالملك في اتصالين هاتفيين منفصلين على المعلومات الأولية لتفاصيل العملية وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية.
وأكد المسؤولان «أنهما بحالة جيدة ولم يمسهما مكروه من جراء التفجير، وأن هذه المحاولات الجبانة لن تثنيهما عن استمرار دورهما في خدمة اليمن».
ووجه عبدالملك بإجراء تحقيق عاجل حول ملابسات التفجير، مشدداً على ضرورة تعزيز اليقظة الأمنية لتفويت الفرصة على كل من يستهدف أمن واستقرار عدن.
بدوره، اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في تغريدات على حسابه على «تويتر»، أن انفجار عدن الذي تزامن مع تصعيد الحوثيين في مأرب وشبوة يهدف لخلط الأوراق وإفشال جهود الحكومة في تطبيع الأوضاع بالمناطق المحررة.
وأكد ضرورة «المضي في استكمال تنفيذ الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض، وتوحيد الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب وتنظيماته». وعبر الإرياني عن إدانته واستنكاره للانفجار قائلاً: «ندين ونستنكر بأشد العبارات الجريمة الإرهابية الغادرة والجبانة التي استهدفت محافظ عدن ووزير الزراعة». وأرسل الناطق باسم الجيش اليمني رسالة مقتضبة لـ«الاتحاد» عبر تطبيق «واتس آب» بأنه «تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث».
وأدانت مصر الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب محافظ عدن ووزير الزراعة والثروة السمكية.
ودعت مصر في بيان لوزارة الخارجية جميع الأطراف اليمنية إلى نبذ العنف وإعلاء المصلحة العُليا للشعب اليمني، بمنأى عن أي حسابات ضيقة أو أجندات خاصة من أجل الدفع قُدماً بالتسوية السياسية الشاملة على نحو يحقق تطلعات اليمنيين نحو وطن آمن ومزدهر. وكشف خبراء يمنيون عن أن محاولة اغتيال المسؤولين الحكوميين هو أسلوب معلوم ومعروف للجميع، لافتين إلى أن من يمتلكون الكفاءة العالية في التفخيخ معروفين للجميع وهم من قتلوا المحافظ السابق بالطريقة نفسها. وتوقع الخبراء لـ«الاتحاد» أن تلك العملية الإرهابية لن تخرج إلا من الميليشيات و«الإخوان»، مشددين على أنها تعكس مدى ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض بالدرجة الأولى لتمكين الجهات الأمنية والاستخباراتية والقوات المسلحة من واجبها في المحافظات الجنوبية.
من جانبه، قال الباحث اليمني عبدالكريم الانسى المدير التنفيذي لمنظمة «اليمن أولاً» إن عبوة ناسفة في سيارة ميكروباص كان الغرض منها استهداف محافظ عدن الذي كان برفقته وزير الزراعة، موضحاً أن الانفجار كان كبيراً للغاية، وأن عدد الضحايا في تزايد.
وأشار الانسى لـ«الاتحاد» أن محافظا يمنيا سابقا قُتل بالطريقة نفسها، والحالي تتوعده الميليشيات على منصات التواصل الاجتماعي لمطاردته، لا سيما أن الوحيدين الذين يمتلكون الكفاءة العالية في هذا الأمر، خاصة في الجنوب معروفين للجميع.
ولفت الباحث اليمني إلى أن الحادث جاء بعد أيام قليلة من قرار المجلس الدولي لحقوق الإنسان عدم التمديد للخبراء البارزين في اليمن الذين تغاضوا عن كل الانتهاكات الحوثية التي لن تسقط بالتقادم.
وفي السياق ذاته، قال الخبير الأمني اليمني علي محمد أبوياسر، إن العملية الإرهابية الجبانة تعكس مدى ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض بالدرجة الأولى لتمكين الجهات الأمنية والاستخباراتية والقوات المسلحة من واجبها في المحافظات الجنوبية.
وأضاف علي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن رفض استمرار جماعة «الإخوان» لتنفيذ اتفاق الرياض وتمثيل هذه العمليات الإرهابية يعد أحد الأسباب الرئيسية في استهداف القطاع الأمني لمحافظة عدن.
وأشار الخبير اليمني إلى أنها عملية انتحارية ومعلومة أهدافها، لافتاً إلى أن انهيار الجبهات في شبوة ومأرب لصالح ميليشيات الحوثي يُعد مخططاً تآمرياً مشتركاً وخطيراً يستهدف الجنوب كافة وتحالف دعم الشرعية.