أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
اندلعت، أمس، اشتباكات جديدة بين قوات الأمن السودانية وإرهابيين في الخرطوم، حسبما أفاد شهود عيان ووسائل إعلام رسمية، بعد أسبوع من مقتل خمسة ضباط من جهاز المخابرات في العاصمة السودانية.
ووقعت الاشتباكات في منطقة جبرة في جنوب الخرطوم، وهو ما دفع قوات الأمن إلى إغلاق الشوارع المؤدية إليها.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية، بما فيها التلفزيون السوداني: «إن اشتباكاً مسلحاً وقع مع خلية إرهابية في جبرة بالخرطوم». وتمكن الأمن السوداني من إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية في منطقة جبرة، قالت مصادر حكومية: إن بينهم أجانب، كما أكدت المصادر مقتل ضابط، وإصابة 4 من أفراد القوات المشتركة، التي داهمت مقر الخلية الإرهابية.
وكانت السلطات الأمنية اعتقلت الثلاثاء الماضي 11 إرهابياً أجنبياً، قالت إنهم ينتمون لخلية تابعة لتنظيم «داعش» في مداهمة أمنية، أدت لمقتل 5 رجال شرطة وإصابة آخرين.
وحذر خبراء سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد» من أن المناخ السائد في السودان وحالة السيولة السياسية والأمنية وقطع الطرق وإغلاق الموانئ يمثل بيئة مثالية لنمو الإرهاب والإجرام.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عمار عوض لـ«الاتحاد»: إنه بينما تدور المعارك السياسية بين أطراف قوى الحرية والتغيير في الخرطوم في غير معترك، يعاني المواطنون السودانيون الغلاء، وتنطلق مظاهرات طلاب عطبرة، هذا فضلاً عن خطر الدواعش. ومن جانبه، حذر الكاتب الصحفي السوداني محمد عبدالقادر من خطورة الأوضاع في منطقة جبرة بالخرطوم.
إلى ذلك، حذر مجلس الوزراء السوداني من نفاد مخزون البلاد من الأدوية وانعدام سلع استراتيجية في ظل استمرار الاحتجاجات، التي أدت إلى إغلاق ميناء بورتسودان، والطريق القومي بين الخرطوم والميناء.
وقال المجلس، في بيان: إن مخزون البلاد من الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية على وشك النفاد، حيث تعثرت بسبب إغلاق الميناء والطريق القومي كل الجهود للإفراج عن الأدوية والوقود والقمح.
وأضاف المجلس أن استمرار الإغلاق سيؤدي لانعدام تام لهذه السلع والتأثير الكبير على توليد وإمداد الكهرباء، ووصف الإغلاق بأنه يرقى لأن يكون جريمة في حق ملايين المواطنين، ويزيد من معاناة الشعب السوداني.
ودعا المجلس المواطنين إلى النأي عن أساليب الاحتجاج التي تضر بملايين السودانيين، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الأنجع لنيل الحقوق.
يأتي ذلك في وقت، قال فيه المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان إنه قرر التصعيد ضد الحكومة الانتقالية بالإغلاق الشامل والعصيان المدني، بسبب عدم معالجة قضايا الشرق، مؤكداً استمراره في إغلاق الموانئ على البحر الأحمر والطريق بين الخرطوم وبورتسودان إلى حين الاستجابة لمطالبه في إنها التهميش وتحقيق التنمية.
ونفى المجلس منعه لمرور الأدوية المنقذة للحياة.
وعلى صعيد آخر، أفاد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك بأن بلاده لا تملك المياه الكافية لتلبية استهلاك المواطنين. جاء ذلك في كلمة ألقاها، أمس، خلال احتفال تدشين الاستراتيجية المائية لوزارة الري والموارد المائية السودانية.
وعبر حمدوك، في كلمته، عن صدمته كمواطن عادي من الحقائق التي تقول إن السودان بكل ما لديه من موارد مائية ومصادر للمياه تحيط به من كل مكان لا يمتلك الماء الكافي لاستهلاك شعبه.