أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أعلن ما يسمى بـ«تنظيم الطوفان» في السودان أمس، إغلاق حقول البترول في ولاية غرب كردفان والخط الناقل لبترول دولة جنوب السودان عبر الولاية.
وطالب بيان «تنظيم الطوفان» الذي يضم منتسبي «الدفاع الشعبي» أحد أذرع نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير الذي تشكل احتجاجاً على تجاهلهم من قبل الحكومة، بتوفيق أوضاع من وصفهم بأكثر من 100 ألف شخص عملوا بجانب الجيش السوداني في حقبة البشير، بينما تعامل مع الحركات المسلحة بغير ذلك.
وحذر سياسيون وخبراء سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد» من خطورة تمدد واتساع نطاق الاحتجاجات في السودان، وانعكاس الخلافات داخل الحكومة الانتقالية على قدرتها على مواجهة هذه الاحتجاجات وما ينتج عنها من انفلات أمني واستقطاب خطير يهدد الأوضاع برمتها.
إلى ذلك، استمر التصعيد أمس، في أزمة شرق السودان، فبعد أن أغلق أنصار مجلس «نظارات البجا» مطار بورتسودان الدولي أعلنوا فتحه جزئياً أمس، لأسباب إنسانية، وقاموا بإيقاف حركة باصات السفر والسيارات الخاصة في الطرق التي تربط شرق السودان بالعاصمة الخرطوم وولايات أخرى.
وأفاد شهود عيان أن الحافلات والسيارات الخاصة مُنعت من مغادرة المدينة الساحلية، كما أغلق المحتجون جسرًا يربط ولاية كسلا في الشرق بسائر أنحاء البلاد.
والأسبوع الماضي، قام متظاهرون بغلق الطريق الذي يربط بورتسودان ببقية أجزاء البلاد.
ويضم شرق السودان ولايات «البحر الأحمر وكسلا والقضارف»، وهو من أفقر مناطق البلاد.
وفي أكتوبر وقعت الحكومة الانتقالية السودانية في مدينة جوبا اتفاق سلام تاريخيًا مع عدد من الحركات التي حملت السلاح في عهد الرئيس السابق عمر البشير احتجاجًا على التهميش الاقتصادي والسياسي لهذه المناطق.
وفي الشهر نفسه وبعد التوقيع، قامت قبائل «البجا» في شرق السودان بالاحتجاج وإغلاق ميناء بورتسودان العام الماضي عدة أيام، اعتراضاً على عدم تمثيلها في الاتفاق.
وقال عبدالله أبو شار القيادي بالمجلس الأعلى لنظارات قبائل البجا أمس: «حدث إغلاق كامل لولايتي البحر الأحمر وكسلا وأوقفنا حركة مرور الحافلات السفرية والسيارات الخاصة ومنعناها من الدخول أو الخروج من بورتسودان»، وأضاف «منعنا أي حركة دخول وخروج من مطار بورتسودان، وفي كسلا أغلقنا جسر البطانة أمام حركة المرور»، وأشار أبو شار إلى أن هذا التصعيد يأتي في ظل عدم استجابة الحكومة لمطالبهم.
وفي سياق آخر، كشفت مصادر سودانية أن القوات المسلحة تمكّنت أمس، من إلقاء القبض على 5 مدنيين متورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت الثلاثاء الماضي في الخرطوم.
وقالت المصادر لوسائل إعلام سودانية محلية، إن المدنيين المتورطين كانت مهمّتهم تفجير كيبل الاتصالات الرئيسي لشركتي «زين وسوداني»، بهدف قطع الاتصالات عن المشتركين تماماً في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت المصادر أن المتورطين في العملية الانقلابية كانوا يتواصلون عبر شرائح شركة «أم تي أن» للاتصالات، وكانوا يهدفون لقطع الاتصالات عن المشتركين في شركتي «زين وسوداني» لأنهما تملكان أكبر عدد من المشتركين في الاتصالات بالسودان حتى تسهل مهمة الانقلابيين في السيطرة على البلاد، وإحداث فوضى كبيرة، ويكون التواصل فقط عبر «أم تي أن».
وأضافت المصادر: «قام المتهمون بإزالة الغطاء عن مجرى كيبل الاتصالات الرئيسي، وأثناء نزولهم إلى المجرى انفجرت العبوة الناسفة فيهم، وفشلت مهمتهم، حيث تعرّضوا إلى حروق خطيرة في وجوههم وأجسادهم، ولم يذهبوا لتلقي الإسعاف في المستشفى حتى لا يُفتضح أمرهم، وذهبوا إلى شقة في منطقة اللاماب».
في غضون ذلك، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني أنه يأمل في استكمال الفترة الانتقالية في السودان بسلاسة بدلاً من قيام انتخابات مبكرة، وأن الجيش السوداني سيواصل دوره في حماية الفترة الانتقالية.
وقال في مقابلة مع قناة «العربية» إنه لولا ظروف الانتقال في السودان لما كانت القوات المسلحة موجودة في مؤسسات الحكم.
وأضاف أنه «لن يتغير شكل الشراكة لكن لا بد من العودة لقوى الثورة»، وأكد البرهان أن المكون العسكري ليس له علاقة باحتجاجات شرق السودان أو غيرها، وأن ما يحدث في الشرق أمر سياسي ولا بد من الجلوس مع أطراف سياسية.
وحول المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة، قال البرهان إنها كاملة الأركان، وكانت ستدخل البلاد في دوامة، وأن الجيش يستشعر الخطر الذي يحيق بالسودان، مشيراً إلى الانقسامات بين القوى السياسية، ومطالبته لهم بالوحدة حفاظاً على وحدة السودان.