أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
قال رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس، أمس، إن المجتمع الدولي يرفض أي حديث عن تبديل الحكم المدني في السودان إلى حكم عسكري بجانب رفض أي محاولة لتقويض المرحلة الانتقالية والانتقال السلمي نحو الديمقراطية والسلام.
وبحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء السوداني، أكد بيرتس بعد لقائه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ضرورة التزام كافة المشاركين في العملية السياسية والاجتماعية بالسودان بخط الانتقال السلمي المنصوص عليه في الوثيقة الدستورية والتقدم في خط السلم الأهلي وتطبيق الترتيبات الأمنية في دارفور والمنطقتين والانتقال السياسي بإنشاء وتأسيس المجلس التشريعي الانتقالي والتحضير لانتخابات حرة.
وأصدرت الحكومة السودانية، أمس، بياناً أعربت فيه عن تقديرها لموقف المجتمع الدولي من المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأشادت باتفاق الشركاء الدوليين والإقليميين على التنديد بالمحاولة الانقلابية التي تعد استهدافاً لتطلعات الشعب السوداني في الانتقال الديمقراطي والحرية والسلام والعدالة، مؤكدين دعمهم الكامل للسودان وشعبه من أجل الحفاظ على سيادته ووحدته وأمنه، مجددين دعمهم لمؤسسات الحكم الانتقالي.
وكانت الحكومة السودانية أعلنت إحباط محاولة انقلابية الثلاثاء الماضي، متهمةً عناصر عسكرية ومدنية من النظام السابق بتنفيذها مع توقيف 21 من العسكريين المشاركين في المحاولة الانقلابية واستعادة كل المواقع فيما يجري البحث عن بقية المتورطين.
وتتولى الحكم في السودان حالياً حكومة انتقالية مؤلفة من ممثلين مدنيين وعسكريين ومكلفة بالإشراف على عودة الحكم المدني الكامل وذلك بموجب اتفاق تقاسم السلطة المبرم في أغسطس 2019 بعد إسقاط الرئيس السابق عمر البشير.
في غضون ذلك، أجاز الاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء في اجتماعه أمس، ميزانية الدولة المعدلة للعام الحالي.
وقال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم إن «هذه الميزانية هي للعام الحالي، لكن الضرورة اقتضت تعديلها بعد التغيير الذي طرأ على سعر الصرف، فضلاً عن التعديلات التي حدثت في الأسعار، ولذلك وجدنا أنه لا بد من إعادة ترتيب الميزانية حتى تفي بمتطلبات تسيير الدولة في الفترة المتبقية من العام الحالي».
وأضاف أن «الهدف من هذا التعديل هو تقليل عجز الميزانية وخفض الاستدانة من النظام المصرفي، بجانب الوفاء بمتطلبات العاملين في الدولة، والاطمئنان على مقابلة التزامات السودان الخارجية سواء في الهيئات الدبلوماسية أو الملحقيات العسكرية والعلاقات مع المنظمات الدولية.
وفي سياق آخر، صعّد المجلس الأعلى لقبيلة «البجا» من احتجاجه أمس، بإغلاقه مطار بورتسودان، بعد أسبوع من إغلاقه للطرق القومية والموانئ على البحر الأحمر.
ونقلت وسائل إعلام سودانية عن مقرر المجلس الأعلى لقبيلة «البجا» عبد الله أوبشار، تأكيده على إغلاق مطار بورتسودان وتوقف الملاحة الجوية منذ صباح أمس.
وقال أوبشار إن ولاية بورتسودان صارت معزولة براً وبحراً وجواً، بعد إغلاق الطرق البرية والموانئ البحرية والملاحة الجوية.
وقال أحمد موسى القيادي في المجلس الأعلى للبجا إن الخطوة تأتي كرد فعل على تباطؤ الحكومة المركزية في الخرطوم في إيجاد حلول عاجلة وفورية لقضية شرق السودان، مؤكداً أن التصعيد سيتواصل بالإغلاق الكامل لكل ولايات شرق السودان، كـ«سلا والقضارف والبحر الأحمر» على مستوى مؤسسات الدولة إلى حين الاستجابة لمطالب المجلس الأعلى لـ«البجا».
والمجلس الأعلى لقبائل «البجا» هو تجمع لزعماء أهليين يقودهم سيد محمد الأمين ترك، حيث يرفض هذا المجلس مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام ويدعون الحكومة لإلغائه.
وعملية إغلاق مطار مدينة بورتسودان هي عملية الإغلاق الثانية للمنافذ الحيوية في المدينة بعد إغلاق الميناء لإجبار الحكومة على الاستجابة لمطالبهم.
ويظهر في فيديو من صفحة الإعلام التابعة للمجلس لحظات استقبال الزعيم الأهلي سيد محمد الأمين ترك إلى المطار لدعم أنصاره الذين قاموا بإغلاقه.
إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز» أمس، أن السلطات السودانية تمكنت من مصادرة جميع أصول حركة «حماس» على أراضيها، التي شكلت لعقود مورداً هاماً لنشاطها، مؤكدةً أن السودان أوقف كل عمليات تحويل الأموال لـ«حماس» وحسابات شركات وأفراد يعملون لصالحها.