أبوظبي (الاتحاد)
نظمت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، واللجنة اليهودية الأميركية جلسة نقاشية افتراضية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتوقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام، ضمن مبادرة تعاون تعليمية تستهدف استطلاع أبعاد العلاقة الإماراتية الإسرائيلية الناشئة.
وتشمل المبادرة تنظيم خمس جلسات افتراضية، حيث تقوم المؤسستان بتعزيز التفاعل بين الأجيال المستقبلية من القادة الأميركيين والإسرائيليين والإماراتيين حول مستقبل التفاعل العربي الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط في مجالات السياسة، والاقتصاد، والعلوم والنقاشات الدبلوماسية، فضلاً عن نقاشات حول الابتكار، القيادات الشبابية، حل النزاعات والأمن الغذائي.
وحملت الجلسة الافتتاحية عنوان: «الاتفاق الإبراهيمي للسلام ومستقبل العلاقات الإماراتية الإسرائيلية الأميركية»، حيث ألقت الضوء على التحديات والفرص لتعزيز العلاقات الثلاثية، كما ناقشت الجلسة كذلك الحاجة لمواصلة العمل للتعريف بدور العلاقات الثلاثية على مستوى الشرق الأوسط، وتمحورت نقاشات المتحدثين وعروضهم حول أهمية تعزيز الاستفادة مما يحمله الاتفاق من فوائد للمنطقة بأكملها.
وأدار برناردينو ليون، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية هذه الجلسة الافتراضية، التي استضافت معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وألون أوشبز، المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وجيسون إيزاكسون، كبير مسؤولي السياسات والشؤون السياسية في اللجنة اليهودية والأميركية. وقال معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة: «تكمن أهداف الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات وإسرائيل في أن العمل الدبلوماسي والتواصل المشترك سيعززان من الاستقرار والازدهار والتعاون على مستوى المنطقة. اليوم، وبعد عام واحد من التوقيع، نرى أنه تم تحقيق تلك الأهداف المشتركة، ونحن نبني معاً مستقبلاً أكثر إشراقاً ونوسع الفرص لشعبينا». وأضاف معاليه: «في الذكرى السنوية الأولى للاتفاق، حققنا ما يزيد على 675 مليون دولار أميركي من التجارة الثنائية بين دولة الإمارات وإسرائيل، ومئات الآلاف من السياح، وما يزيد على 58 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات الصحة والأمن الغذائي والمائي، والتغير المناخي، والتكنولوجيا، والطاقة».
وشهدت الجلسة مشاركة شيماء قرقاش، نائب رئيس بعثة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، التي قالت في كلمة لها: «يُعتبر انضمام دولة الإمارات لتوقيع الاتفاق جزءاً من جهودها المتركزة على وقف التصعيد، وتعزيز الحوار والدبلوماسية دعماً لعملية السلام وتحقيق الازدهار والتعايش في أكثر المناطق اضطراباً في العالم».
ومن جانبه، قال نيكولاي ملادينوف، مدير إدارة البحوث والتحليل في الأكاديمية والمنسق الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط: «إن كلاً من دولة الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة، اتخذت الخطوات الأولى نحو علاقة مستقبلية مزدهرة لها أهمية تاريخية للمنطقة والعالم ككل».
وقال برناردينو ليون، مدير عام الأكاديمية: «يأتي تنظيم هذه الجلسة النقاشية كجزء من جهود أكاديميتنا المتواصلة لتزويد الدبلوماسيين الحاليين والمستقبليين بالرؤى والتوجهات المرتبطة بالقضايا الإقليمية والدولية المعاصرة، التي تمتلك تأثيراً على الأجندة السياسية لدولة الإمارات».
وأضاف: «جمع الاتفاق الإبراهيمي بين دولتين هما من الأكثر ديناميكية وتطوراً على مستوى العالم، حيث أتاح لهما إمكانية التعاون في استثمار الفرص الداعمة لتعزيز معدلات النمو في قطاعات متنوعة على مستوى المنطقة ككل.. إن شراكة كهذه، ستمنح كلا البلدين إمكانية توطيد التكامل على مستوى المنطقة، وكذلك توسيع الآثار الإيجابية على الدول الأطراف بالاتفاقيات الإبراهيمية، خاصة في ظل امتلاك المسؤولين الإماراتيين والإسرائيليين لقنوات اتصال وتواصل مباشرة لمناقشة أي قضايا بشكل أسرع».
وقال ألون أوشبز، المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية: «جاء توقيع اتفاقيات السلام كثمرة لشجاعة القادة في كل من دولة الإمارات والبحرين وأميركا وإسرائيل، الذين اختاروا امتلاك مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً لمواطني المنطقة، وتجسد اتفاقيات السلام هذه نقلة نوعية للشرق الأوسط بأكمله. إن التعاون بين بلدينا سيمهد الطريق نحو إنجازات ملموسة لشعوب المنطقة في مجالات الاقتصاد والصحة والسياحة، وكذلك في تحقيق الاستقرار». وقال جيسون إيزاكسون، كبير مسؤولي السياسات والشؤون السياسية في اللجنة اليهودية والأميركية: «ساهم الاتفاق الإبراهيمي في وضع منطقة الشرق الأوسط على مسار جديد، ففي الوقت الذي لا تزال فيه تحديات للأمن والازدهار حاضرة، فإن المنطقة امتلكت أداة جديدة وقوية لمواجهتها، وهي التعاون المشترك».
وخلال الجلسة التي امتدت لساعة، أكد المشاركون أن تعزيز تفاعل والحوار بين المجتمعات والتعاون التجاري عاملان أساسيات في التأسيس لسلام شامل ودائم في المنطقة، من خلال بناء علاقات طويلة الأمد تقوم على أساس المنافع الاقتصادية المتبادلة والقيم المشتركة، مؤكدين أن الاتفاقات الإبراهيمية للسلام قادرة على التأسيس لمستقبل أكثر إشراقاً لمجتمعات الشرق الأوسط.
وأشار المتحدثون في الجلسة النقاشية إلى أن الاحتفال بمرور عام واحد على هذا الحدث التاريخي، هو احتفال نجاح للعمل الدبلوماسي، مؤكدين على الأهمية القصوى لتعزيز التفاهم المشترك، وتطوير وبناء المصالح المشتركة عبر تفاعل وتواصل الشعوب، والفوائد الاقتصادية، وقنوات التواصل الخاصة بمناقشة التحديات والنزاعات الإقليمية بشكل فعال.