شعبان بلال (القاهرة)
توافقت مصر وتركيا، أمس، على مواصلة المشاورات الاستكشافية والتأكيد على رغبتهما في تحقيق تَقدُم بالموضوعات محل النقاش، والحاجة لاتخاذ خطوات إضافية لتيسير تطبيع العلاقات بين البلدين.
وحسب بيان مشترك صدر عن البلدين بشأن الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية التي عُقدت على مدار يومين في أنقرة، فقد تناول الوفدان قضايا ثنائية، فضلاً عن عددٍ من الموضوعات الإقليمية، مثل الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط.
وعُقدت الجولة الثانية من المشاورات بين الوفدين برئاسة السفير سادات أونال نائب وزير خارجية تركيا، والسفير حمدي سند لوزا نائب وزير خارجية مصر، وذلك في أنقرة يومي 7 و8 سبتمبر 2021، بعد ما يقرب من 4 أشهر من الجولة الأولى للمشاورات التي عُقدت في بداية مايو الماضي بالقاهرة.
وقال محللون سياسيون، إن نتائج المباحثات بين مصر وتركيا تدعو إلى «تفاؤل حذر»، يتطلب تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه على أرض الواقع، خاصة ملفات ليبيا وسوريا والعراق وشرق المتوسط.
ورأى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن هناك العديد من القضايا العالقة بين البلدين، خاصة سلوك تركيا في شمال سوريا والعراق وليبيا، مضيفاً أن ذلك هو ما يؤخر عودة العلاقات الكاملة بين البلدين.
وأضاف لـ «الاتحاد» أن عودة العلاقات وتطبيعها بشكل طبيعي يتوقفان على حقيقة ما تنوي تركيا أن تفعله في الفترة المقبلة، معبراً عن عن خشيته عدم استجابة من الجانب التركي للمطالب المصرية.
ووصف بيومي توقعاته بشأن نتائج هذه المشاورات الاستكشافية بأنها تدعو لـ «تفاؤل حذر»، وتتطلب ترجمة على الأرض على ما يتفق عليه في هذه الاجتماعات.
لكن المحلل السياسي التركي، جيواد غوك، أكد أن الحكومة التركية مصرة على تأسيس العلاقات مع مصر مهما كانت المشاكل موجودة، مضيفاً أن «حسن النوايا من الجانبين موجود ولا نريد أن نضيع الوقت، ولهذا السبب دعوا للجولة الثانية حتى تكون القضية مستمرة».
وتوقع المحلل السياسي التركي أن يتم خلال الفترة المقبلة تعيين السفير التركي بالقاهرة وكذلك تعيين السفير المصري في أنقرة، مشيراً إلى توافر حسن النوايا من الجانبين.
وعلى عكس ذلك، رأى الباحث المصري في الشؤون العربية محمد حميدة، أن المباحثات بين مصر وتركيا ستحتاج لمزيد من الوقت نظراً لكثرة الملفات وتعقدها، مضيفاً أن البيان المشترك بين البلدين يمكن فهمه على أن الحد الأدنى من التفاهمات متوافر، إلا أن القاهرة متأنية بدرجة كبيرة ولا تريد التعجل في هذا الملف، خاصة أن رهانها على الأفعال لا الأقوال.