عدن، صنعاء (الاتحاد، وكالات)
أفاد سكان يقطنون في مدينة صنعاء القديمة بأن ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران استحدثتْ سجوناً سرية داخل أبنية في المدينة المصنفة على قائمة التراث العالمي، فيما كشفت مصادر يمنية عن قرار للميليشيات بتهجير سكان قريتين ساحليتين بمحافظة الحديدة وذلك ضمن مخطط عسكري إيراني.
وقال السكان في مدينة صنعاء القديمة، إن الميليشيات استحدثت أحد هذه السجون في مبنى يقع في حارة «العلمي» وسط صنعاء القديمة، وقامت بنقل عدد من المختطفين إلى هذا السجن وتعذيبهم.
وأكد السكان أنهم كانوا يسمعون باستمرار صراخ المعتقلين إلى جوار المبنى الذي يقع بداخله السجن، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون الأصوات صادرة عن أشخاص يتعرضون للتعذيب، وقرر عدد من سكان الحي الاستفسار عن ذلك الصراخ الذي يسمع باستمرار لأشخاص غرباء، لكن الميليشيات الحوثية سرعان ما أحاطت بالمنزل حراسة مشددة حتى تبين للسكان أن المبنى أصبح سجنًا سريًا.
وطبقاً للسكان فإن الميليشيات الحوثية تقيم هذه السجون داخل أبنية تابعة لموالين لها سمحوا لها باستخدام منازلهم لأغراض لا إنسانية، على الرغم من تحذير منظمة حقوقية للميليشيات سابقًا من إبقاء أي مظاهر مسلحة في محيط المدينة التاريخية.
وفي سياق آخر، كشفت مصادر يمنية، عن قرار لميليشيات الحوثي بتهجير سكان قريتين ساحليتين بمحافظة الحديدة غربي اليمن وذلك ضمن مخطط عسكري إيراني.
ونقل موقع «المرسى» الإخباري المحلي عن مصادر خاصة، أن ميليشيات الحوثي أمهلت أهالي قريتي «دير عفيف» و«الزوطية» غربي مديرية «باجل» 30 يومًا لإخلاء المنطقة إبتداءً من مطلع أغسطس الجاري.
وأوضحت المصادر أن قرار التهجير يشمل نحو 175 أسرة تقطن قرية «دير عفيف» شرق محطة «رأس كتنيب» وشمال معسكر «الجبانة»، بجانب 140 أسرة في قرية «الزوطية» جنوب منطقة «العُرج» الساحلية على بعد 4 كيلو مترات شمال المحطة.
وتقع المنطقة إلى الشمال من مدينة الحديدة وتتوسط ميناءي الحديدة والصليف الاستراتيجيين.
يشار إلى أن ميليشيات الحوثي كانت حولت المنطقة الواقعة على الشريط الساحلي إلى منطقة عسكرية محظورة وملغومة يشرف عليها خبراء إيرانيون ولبنانيون وفق الموقع.
كما ذكرت مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي جمعت بيانات جميع الزوار والسائقين في محيط المنطقة، مشيرة إلى أن الميليشيات لا تسمح لأحد بالعبور إلا ببلاغ أمني.
فيما لم تسمح ميليشيات الحوثي حتى للبعثة الأممية بالوصول إلى المنطقة لتقييم الوضع الإنساني هناك.
وأحاطت ميليشيا الحوثي القرى الساحلية شمال الحديدة بالمنشآت الحربية ومخازن الذخائر ومعامل التفخيخ ومنصات إطلاق الصواريخ.
ومنذ انطلاق معركة تحرير الحديدة قبل 3 سنوات، ضيقت الميليشيات الخناق على سكان المنطقة الساحلية التي أصبحت وكراً لمعامل تفخيخ الزوارق البحرية ونافذة إيرانية لتهديد خطوط الملاحة الدولية وتهريب الأسلحة بحرًا.
وفي يناير 2019، هزت انفجارات متواصلة مخزنًا للذخائر تابعاً للحوثيين قرب قرية «دير عفيف»، وشنت الميليشيا على إثره حملة اقتحامات واعتقالات واسعة ضد أهالي القرية.
ومؤخراً منعت ميليشيات الحوثي آلاف الصيادين من مزاولة أعمالهم في الشريط الساحلي شمال الحديدة بعد أن أصبح محاصراً بحقول الألغام البحرية والبرية، وفق مصادر محلية.