بيروت (الاتحاد، وكالات)
استمراراً لإغراق لبنان في مسلسل الأزمات المتتالية، أعلنت ميليشيات «حزب الله» الإرهابية عن توجه سفينة إيرانية محملة بالمازوت إلى لبنان في انتهاك للعقوبات الأميركية، فيما حذر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من زج البلاد في صراعات داخلية وخارجية، مؤكداً أن السفن الإيرانية ستحمل معها عقوبات إضافية، بدورها
أكدت الأمم المتحدة أن نقص الوقود يعرض آلاف العائلات للخطر ويهدد توفير الخدمات الصحية والمياه الأساسية، فيما أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الولايات المتحدة أبلغت الرئيس ميشال عون بوضعها خطة تشمل الأردن وسوريا ومصر لمساعدة بلده في احتواء أزمة الطاقة.
وأعلن زعيم ميليشيات «حزب الله» الإرهابية حسن نصر الله، أن شحنة مازوت أبحرت أمس، من إيران إلى لبنان، محذراً الولايات المتحدة وإسرائيل من أي خطوات لوقف الشحنة. ورد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري على إعلان «حزب الله» قائلاً: «سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها مخاطر وعقوبات إضافية».
وفي سلسلة تغريدات عبر «تويتر»، سأل الحريري: «هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين، أم إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟»، مشيراً إلى أن «حزب الله يعلم أن أساس أزمة المحروقات في لبنان تنشأ عن التهريب المتعمد لخدمة النظام السوري، والأجدى في هذه الحالة وقف التهريب بدل تمنين اللبنانيين بالحصول على المازوت الإيراني».
وقال الحريري إن «الحزب يعلم أيضاً أن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى»، مشدداً على أن «اعتبار السفن الإيرانية أراضي لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو أنه محافظة إيرانية، ونحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت أي ظرف غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم».
وأضاف: «نعم إيران تعطل تأليف الحكومة، وإلا كيف تجيز الدولة الإيرانية لنفسها مخالفة القوانين الدولية فتقبل إرسال السفن إلى لبنان دون موافقة الحكومة اللبنانية؟ هل نحن في دولة تسلم فيها حزب الله كل الحقائب الوزارية، من الصحة إلى الاقتصاد إلى الدفاع إلى المرافئ والأشغال العامة، له ساعة يشاء أن يطلب الدواء من إيران، وأن يستدعي السفن الإيرانية المحملة بالمازوت والبنزين، وأن يهدد بإدخالها بحراً وبراً وجهاراً نهاراً، رغماً عن السلطات العسكرية والأمنية؟». بدوره، حمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ميشال عون، مسؤولية «عما يمكن أن يلحق بالبلد»، بعد وصول السفن الإيرانية إلى لبنان.
وكتب جعجع في تغريدة عبر «تويتر»: إلى «رئيس الجمهورية ميشال عون، لأسابيع خلت والشركات الخاصة وبعض القطاع الخاص يحاول أن يحصل من وزير الطاقة، الذي هو وزيركم، على أذونات لاستيراد البنزين والمازوت بأسعارهما الحقيقية وطرحهما في السوق بأسعارهما الحقيقية بعد أن عجزت الدولة عن تأمينهما مدعوماً، ولكن لم يستجب وزير الطاقة، وإذ بنا نفاجأ بأن حزب الله، سيأتي بباخرة مازوت ويفرغها أغلب الظن في مصفاة الزهراني، فهل تتركون الحزب الذي صادر القرار الاستراتيجي والعسكري والأمني، يصادر اليوم القرار الاقتصادي، ضاربا باللبنانيين ومصالحهم عرض الحائط ومسقطاً القطاع الخاص نهائياً؟».
إلى ذلك، قالت نجاة رشدي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، إن نقص الوقود يهدد توفير الخدمات الصحية والمياه الأساسية، مما يعرض آلاف العائلات للخطر.
وأعربت نجاة رشدي في بيان عن قلقها الشديد من تأثير أزمة الوقود على الوصول إلى الرعاية الصحية وإمدادات المياه لملايين الأشخاص في لبنان، مؤكدة أن الوضع السيئ سيزداد سوءاً ما لم يتم التوصل إلى حل فوري.
وشددت رشدي على أن إعادة التيار الكهربائي من شركة كهرباء لبنان أمر بالغ الأهمية للشعب اللبناني والعاملين في المجال الإنساني الذين يدعمونهم، وقالت: «المخاطر ببساطة كبيرة للغاية، يجب على الجميع العمل معاً لإيجاد حل مستدام ومنصف يخدم احتياجات الجميع ويحمي صحة وسلامة المجتمعات».
كما أكدت على استعداد الأمم المتحدة والشركاء لمساعدة السكان المتضررين، مشيرة إلى أنه «مع ظهور موجة أخرى من الإصابات بفيروس كورونا، يمكن أن تؤدي أزمة الوقود إلى تفاقم الوضع الصحي، حيث قد يؤثر النقص المستمر في تقديم العلاجات المنقذة للحياة».
هذا وأجبر نقص الوقود والكهرباء أكبر مستشفيات لبنان على تقليص أنشطتها، وفي الوقت نفسه، وأجبر أنظمة الإمداد بالمياه العامة ومعالجة مياه الصرف الصحي، التي تعتمد على الوقود، على تقليص عملياتها، مما أدى إلى حرمان الملايين من المياه، وتعرض البيئة والصحة العامة للخطر. وذكرت الرئاسة اللبنانية على حسابها في «تويتر» أمس، أن الرئيس ميشال عون تلقى اتصالاً هاتفياً من سفيرة الولايات المتحدة لدى بيروت، دوروثي شيا، أبلغته خلاله بقرار الإدارة الأميركية بمساعدة لبنان في استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري.
وأوضحت السفيرة الأميركية، حسب الرئاسة اللبنانية، أن الخطة تقضي بتسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولاً إلى شمال لبنان، مشيرة إلى أن المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز.