شادي صلاح الدين (لندن)
وصلت قناعة للأحزاب السياسية اللبنانية إلى أن الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد ستستمر مع استمرار وصول محاولات تشكيل حكومة جديدة إلى طريق مسدود، وخاصة أن ميليشيات «حزب الله» الإرهابية تُعتبر العقبة الأساسية لمحاولات خروج لبنان من الأزمة.
وكانت المناقشات جارية بين الرئيس ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء المعين حديثًا، نجيب ميقاتي، لتسوية الخلافات التي تعرقل تشكيل حكومة جديدة.
وكان ميقاتي يأمل في التحرك بسرعة لتشكيل حكومة فنية غير حزبية مؤلفة من 24 شخصاً لتوجيه لبنان للخروج من الأزمة التي أفقدت العملة 90 في المائة من قيمتها منذ عام 2019، لكن الخلافات حول المضي قدماً ما تزال تعيق التقدم.
وأوضح تقرير على موقع «مورننج ستار» البريطاني أن التقلبات الحادة في الموقف السياسي اللبناني كانت واضحة لدى الأحزاب، حيث أصدر الحزب الشيوعي اللبناني دعوة حاشدة لـ«إسقاط النظام القاتل ونظامه السياسي المدعوم من الخارج»، داعيًا الناس إلى النزول إلى الشوارع مرة أخرى.
كما ألقى الحزب باللوم في انفجار الميناء والكارثة الوطنية التي أعقبت ذلك على حكومة فاسدة ذات سجل من الإهمال، واصفاً إياها بـ«جريمة كبرى بحق الأمة». وقال إن الفصائل السياسية الطائفية في البلاد جعلت لبنان أرضاً خصبة للتدخل الأجنبي، ولا سيما التدخل الأجنبي المستمر في شؤونه السياسية الداخلية.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن الحزب الديمقراطي الليبرالي حذر من أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي رحبت بها بعض الجهات، كانت علامة على الدعم الدولي للنظام السياسي الفاسد الحالي.
ودعا عدد من الأحزاب إلى ضرورة الإطاحة بالحكومة الحالية واستبدالها بحكومة غير طائفية باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
التقرير البريطاني أكد أنه رغم الفساد المنتشر في الحياة السياسية اللبنانية بشكل عام، فإن «حزب الله» الإرهابي يعتبر أكبر عقبة تواجه أي جهود للخروج من النفق المظلم الحالي.
وأوضح أن علاج الأزمة يبدأ بالتخلص من الطائفية ومساءلة المسؤولين المدنيين وميليشيات «حزب الله» حول عرقلة محاولات تشكيل الحكومة وإنهاء الأزمة.
إن خطر الانهيار المحتم الذي يواجهه لبنان يتجلى مادياً بأشكال عدة، وجهه الاقتصادي الأبرز هو انهيار قيمة العملة الوطنية وما يصاحبه من انخفاض قدرتها الشرائية، وانكماش الاقتصاد، والتضخم، والبطالة.
وعلى مستوى الحياة اليومية، يبلغ الإحباط أوجه جراء الانقطاع المنهك للتيار الكهربائي، مع تراجع قدرة المولدات، والتي توفّر الطاقة الكهربائية الإضافية.
بينما على المستوى الصحي، يتضح الخطر في الإجراءات المبتورة لمواجهة الجائحة، وفي تداعي النظام الطبي والاستشفائي، في وجهيه العام والخاص، وفي افتقاد الصيدليات إلى المخزون المطلوب من الأدوية والمواد الطبية.