السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طالبان» على بعد 11 كيلومتراً من كابول

عناصر شرطة أفغان عند نقطة تفتيش في كابول (أ ف ب)
15 أغسطس 2021 02:17

كابول (الاتحاد، وكالات) 

طالب الرئيس الأفغاني أشرف غني بمساعدة دولية مع اقتراب «طالبان» من كابول، متعهداً بإعادة تعبئة القوات الحكومية، فيما يواصل المتمردون بوتائر متصاعدة زحفهم العسكري الرامي إلى إحكام قبضتهم على عموم أراضي البلاد، حيث أصبحت الحركة على بعد 11 كيلومتراً فقط من العاصمة كابول وباتت تسيطر على 21 ولاية من ولايات البلاد الـ 34.
وقال غني «إعادة تعبئة قواتنا الأمنية والدفاعية على رأس أولوياتنا»، وأفاد عن بدء مشاورات، قال إنها تتقدم بسرعة داخل الحكومة مع المسؤولين السياسيين والشركاء الدوليين لإيجاد حل سياسي يضمن توفير السلام والاستقرار للشعب الأفغاني. لم يلمح غني إلى أنه سيستقيل أو يتحمل مسؤولية الوضع الحالي لكنه قال وقد بدا عليه الحزن وهو يجلس أمام العلم الأفغاني «كمهمة تاريخية، لن أدع الحرب المفروضة على الشعب تتسبب بمقتل مزيد من الأبرياء وبضياع المنجزات التي تحققت خلال هذه السنوات العشرين، وتدمير المعدات العامة واستمرار عدم الاستقرار».
وبات الوضع الميداني حرجاً للغاية بالنسبة إلى الحكومة، إذ تمكنت «طالبان» خلال 8 أيام من السيطرة على معظم الشمال والغرب وجنوب أفغانستان، أي حوالي نصف عواصم الولايات الأفغانية. 
وتواصل «طالبان» بوتائر متصاعدة زحفها العسكري الرامي إلى إحكام قبضتها على عموم أراضي أفغانستان. وأفادت وكالة رويترز نقلا عن مسؤول أفغاني محلي أمس، بأن عناصر حركة «طالبان» استولوا على مدينة مزار الشريف الشمالية، مشيراً إلى أن القوات الحكومية فرت باتجاه حدود أوزبكستان. وأعلن المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، أمس، على حسابه في تويتر عن سيطرة الحركة على مدينة «شرنة»، مركز ولاية «بكتيكا» شرق البلاد، وكافة المرافق الحكومية فيها، وأشارت الحركة إلى أنها أطلقت سراح 300 من المعتقلين في سجن «بكتيكا» المركزي.
كما أعلن مجاهد عن استيلاء «طالبان» أيضاً على مدينة «أسد آباد»، مركز ولاية «كونر» شرق البلاد، واستسلام حاكم الولاية وقائد الشرطة ورئيس الاستخبارات المحلية إلى المسلحين، بالإضافة إلى سيطرة الحركة على مناطق أخرى في الولاية.
كما أفاد المتحدث باسم «طالبان» بأن مسلحي الحركة أحكموا سيطرتهم على مدينة «غرديز»، مركز ولاية بكتيا شرق البلاد، واستولوا على كافة المرافق الحكومية والأمنية فيها، منها مقر حاكم الولاية وقيادة الشرطة والسجن المركزي ومقر الاستخبارات، ويتقدمون حالياً نحو قاعدة الفيلق 203 «تندر».
وأعلنت «طالبان» أيضاً أن قواتها استكملت سيطرتها على ولاية «بدخشان» شمال شرقي البلاد، باستيلائها على مركز مديرية «كران ومنجان». في الوقت نفسه، تتحدث تقارير إعلامية عن استسلام مجموعة القوات الحكومية التي كانت تتحصن في مطار قندهار جنوب البلاد إلى «طالبان»، وذلك بعد أيام من سقوط المدينة في قبضة المسلحين.
ونشرت الحركة على وسائلها الدعائية لقطات تظهر لحظة خروج حاكم قندهار، روح الله خانزادة، من المطار لتسليم نفسه إلى المسلحين.
في غضون ذلك، أكدت هدى أحمدي، المشرعة من ولاية لوكر الواقعة وسط البلاد جنوب شرقي العاصمة كابل، صحة الأنباء عن استيلاء «طالبان» على مركز الولاية مدينة «بل علم» واحتجازها جميع المسؤولين المحليين.
وأوضحت المشرعة أن قوات «طالبان» تسيطر حالياً على عموم الولاية ووصلت إلى منطقة «جهار آسياب» الواقعة على بعد 11 كيلومتراً فقط عن كابل.
وحسب آخر المعطيات، تسيطر «طالبان» حالياً على 21 مركزاً من أصل الولايات الأفغانية الـ34.
وأشادت حسابات مؤيدة لـ«طالبان» على وسائل التواصل الاجتماعي بالغنائم الهائلة للحرب التي استولى عليها المتمردون، ونشرت صوراً لآليات مدرعة وأسلحة ثقيلة وحتى طائرة من دون طيار استولى عليها مقاتلو الحركة في قواعد عسكرية مهجورة.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام أفغانية بأن مسلحي «طالبان» أعدموا 15 أسيراً استسلموا إليهم في ولاية «غزني» جنوب غربي العاصمة كابول.
وذكرت وسائل إعلام أفغانية أمس، نقلاً عن مصدر مطلع قوله إن «هؤلاء الأسرى كانوا من عناصر قوات الانتفاضة الشعبية واستسلموا إلى طالبان في ضواحي مدينة غزني التي سقطت مؤخراً في قبضة المسلحين».

السفارة الأميركية تتلف وثائق حساسة 
أمرت سفارة الولايات المتحدة في كابول موظفيها بإتلاف الوثائق الحساسة والرموز الأميركية التي يمكن أن تستخدمها «طالبان» لأغراض دعائية، مع اقتراب متمردي الحركة من العاصمة الأفغانية.
وفي مذكرة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، أبلغ مسؤول في السفارة الموظفين بمكان وجود المحرقة وغيرها من معدات إتلاف الوثائق.
وجاء في المذكرة أن «التلف يجب أن يتضمن الأغراض التي تحمل شعار السفارة أو الوزارة والأعلام الأميركية والأشياء الأخرى التي يمكن استخدامها لأغراض الدعاية». وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية أن هذا إجراء عادي في حالة تقليص الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة في بلد ما. وقال: إن «تقليص عدد الموظفين في ممثلياتنا الدبلوماسية في كل أنحاء العالم يتبع إجراء معياريًا».

التشيك تُخلي سفارتها في كابول
قال وزير الخارجية التشيكي ياكوب كولهانيك إن بلاده قررت إجلاء دبلوماسيّيها أمس، من سفارتها في كابول مع تدهور الوضع الأمني ​​في أفغانستان. وقال كولهانيك «قررت نقل دبلوماسيّينا فورا إلى المطار الدولي في كابول».
بدورها، تمسكت النمسا أمس، بموقفها المتشدد تجاه ترحيل الأفغان الذين لم تقبل طلبات لجوئهم.
ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن وزير الداخلية كارل نيهامر قوله «يجب على من يحتاجون الحماية أن يحصلوا عليها في أقرب مكان ممكن من بلدهم الأصلي».

كندا ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني
أعلنت كندا، أنها ستستقبل ما يصل إلى 20 ألف لاجئ أفغاني، بينهم نساء وعاملون في الحكومة وسواهم ممن يواجهون تهديدات من حركة «طالبان»، مع تقدم متمردي الحركة في كل أنحاء البلاد للسيطرة على المدن الكبرى.
وقال وزير الهجرة، ماركو مينديسينو، في مؤتمر صحفي، إن «الوضع في أفغانستان مفجع وكندا لن تقف مكتوفة الأيدي».
وسيشمل القرار الكندي «الأفغان الأكثر ضعفاً» الذين ما زالوا في البلاد أو فروا إلى دول مجاورة، وبينهم نساء وموظفون حكوميون ومدافعون عن حقوق الإنسان وأقليات مضطهدة وصحافيون.
وأشار مينديسينو إلى أن طائرات عدة على متنها طالبو لجوء غادرت بالفعل، وأن طائرة أولى حطت في تورونتو، أمس الأول.
من جهته، قال وزير الدفاع الوطني، هارجيت ساجان، إن طائرة تابعة للقوات المسلحة الكندية هبطت بالفعل في تورونتو وعلى متنها مجموعة من الأفغان الذين ساعدوا البلاد في ما مضى.
وفي ضوء تقدم «طالبان» نحو العاصمة كابول، قال مسؤولون، إن القوات الكندية الخاصة تشكل جزءاً من خطط طوارئ لنقل موظفي السفارة الكندية جواً، لكن لم يتم تقديم تفاصيل بسبب الطبيعة الحساسة للعملية الأمنية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©