حذر مستشفى كبير في العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم السبت، من «كارثة وشيكة» مشيرا إلى أنه سيضطر إلى «الإغلاق القسري... اعتبارا من صباح الاثنين نتيجة انقطاع الوقود».
ومنذ الأربعاء، أعلن حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة رفع الدعم عن استيراد المحروقات. وأكد سلامة، اليوم السبت، تمسكه بالقرار.
وقال سلامة إنه سيبدأ دفع اعتمادات شراء المحروقات وفق سعر الصرف في السوق السوداء، ما يعني عملياً رفع السلطات الدعم عن استيراد هذه المواد الحيوية، ما سينعكس ارتفاعاً قياسياً في أسعارها.
وأكد مستشفى الجامعة الأميركية، في بيان، أنه «سيموت على الفور أربعون مريضًا بالغًا وخمسة عشر طفلاً يعيشون على أجهزة التنفس. مئة وثمانون شخصًا يعانون من الفشل الكلوي سيموتون بالتسمم بعد أيام قليلة من دون غسيل الكلى. وسيموت المئات من مرضى السرطان، البالغين منهم والأطفال، في الأسابيع والأشهر القليلة اللاحقة من دون علاج مناسب».
ولم تعد المولدات الخاصة في المؤسسات الحكومية والخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضاً إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبير جراء شراء المازوت من السوق السوداء.
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية حادة صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، واستنزف الانهيار المتسارع احتياطي الدولار لدى المصرف المركزي على وقع فقدان الليرة أكثر من تسعين في المئة من قيمتها.
ويعاني البلد منذ أسابيع طويلة من نقص في المحروقات ينعكس سلباً على قدرة المرافق العامة والمؤسسات الخاصة وحتى المستشفيات على تقديم خدماتها.
وتشكلت صفوف انتظار طويلة جدا أمام محطات الوقود.
وأعلن الجيش أنه باشر «عمليات دهم محطات الوقود ومصادرة الكميات المخزنة من مادة البنزين».
وأفاد عن «مصادرة 25500 ليتر من مادة البنزين المخزنة في إحدى المحطات في بلدة بوارج و53000 ليتر من محطة في ضهر البيدر»، كما أشار إلى «توزع 57000 ليتر من مادة المازوت التي تمت مصادرتها من محطة في بلدة لالا - البقاع الغربي على المولدات والمشاريع الزراعية بحسب التسعيرة الرسمية».
ونشر الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي صورا يظهر فيها جنود يوزعون بأنفسهم البنزين على السيارات في محطات وقود.
وكان الجيش أكد، في بيان، أن وحداته «ستصادر كل كميات البنزين التي يتمّ ضبطها مخزّنة في هذه المحطات على أن يُصار إلى توزيعها مباشرة على الناس.
كذلك أعلنت قوى الأمن الداخلي أنها «لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يعانيه الناس»، مؤكدة أن «بعض محطات المحروقات تقوم باحتكار المواد وتمتنع عن تزويد الناس بها لأسباب عدة».
وأكدت أنها ستقوم بتوجيه دوريات لمراقبة مخزون المحطات، محذرة من أنه إذا تم التأكد من أن مخزون المحطات كاف وقابل للتوزيع... سنعمد إلى توزيعه بالطريقة التي نراها مناسبة.