مع التقدم الكبير الذي تحققه حركة طالبان في أفغانستان، حذرت بريطانيا من أن سيطرة الحركة قد تخلق أرضا خصبة للمتطرفين ما يشكل تهديدا للعالم.
وانتقدت بريطانيا الانسحاب الأميركي من هناك.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس لشبكة "سكاي نيوز" إن قرار الولايات المتحدة سحب قواتها "يترك مشكلة كبيرة جدا على الأرض".
وتوقع أن ذلك سيكون مفيدًا لتنظيم القاعدة الذي منحته طالبان ملاذا آمنا قبل هجمات 11 سبتمبر.
وأضاف "أنا قلق للغاية من أن الدول الفاشلة هي أرض خصبة لهذا النوع من الناس".
وقال "بالطبع، ستعود القاعدة على الأرجح"، محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلى "تهديد أمني لنا ولمصالحنا".
وأشار والاس إلى الاتفاقية بين الولايات المتحدة وطالبان بالقول "شعرت أن فعل هذا بتلك الطريقة كان خطأ، وأننا كمجتمع دولي ربما ندفع عواقب ذلك".
وقال إن الاتفاقية، التي تم توقيعها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب العام الماضي، لم تترك لبريطانيا خيارا سوى سحب قواتها.
كان وزير الدفاع البريطاني أعلن، أمس الخميس، أن حوالى 600 جندي سيساعدون في إجلاء الرعايا البريطانيين من أفغانستان، مع سيطرة طالبان على مزيد من الأراضي.
وذكر والاس أن الجنود سيساعدون ما يصل إلى 3000 بريطاني على المغادرة. وكانت تعليقات الوزير المنتقدة بشأن الانسحاب من بين عدة تصريحات مماثلة من كبار السياسيين والضباط.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان توم توغندهات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "لقد سحبنا البساط من تحتهم للتو"، في إشارة إلى الشعب الأفغاني.
وأضاف النائب عن حزب المحافظين أن حاجة لندن لإرسال مزيد من القوات لتسهيل انسحابها "مؤشر أكيد على الفشل".
من جهته، وصف وزير التنمية الدولية السابق روري ستيوارت انسحاب القوات بأنه "خيانة تامة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
أما النائب عن حزب المحافظين ووزير المحاربين السابق الذي خدم في أفغانستان جوني ميرسر، فقد اعتبر الانسحاب "وصمة عار".
وقال لإذاعة تايمز "أعتقد أنه أمر مهين للجيش البريطاني والعائلات التي فقدت أفرادا هناك، لكنه قبل كل شيء مأساة كبيرة لشعب أفغانستان الذي عانى الأمرين على مدى سنوات عديدة".
وأضاف "لقد اخترنا هذه الهزيمة وهذا أمر مخز".
بدوره، قال زعيم حزب "أولستر" الوحدوي في إيرلندا الشمالية دوغ بيتي إنَّه أمضى ثلاث جولات في أفغانستان مع الجيش البريطاني، مشيرا إلى أن الأفغان البسطاء سيدفعون الثمن.
وقال لإذاعة "آر تي إي" الإيرلندية "رفعنا توقعات الشعب الأفغاني بأننا سنوجد شيئا أفضل لهم".
وأضاف "سنحطمها جراء تكاسلنا... لقد ارتكبنا إخفاقات استراتيجية وآخرها مغادرة أفغانستان بتلك السرعة وبدون تسوية سياسية".