شادي صلاح الدين (لندن)
أثار إعلان رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، الخميس الماضي، فشله في الاتفاق مع الرئيس ميشال عون على تشكيل حكومة جديدة قلق الخبراء والمجتمع الدولي بأن الجمود السياسي في لبنان يسرع الانهيار المالي في البلاد.
وسرعان ما انعكست أهمية هذه التصريحات في أسواق المال، حيث شهدت الليرة اللبنانية انخفاضًا حادًا آخر مقابل الدولار الأميركي.
وفي الشوارع، حيث أغلق المتظاهرون الغاضبون الطرق واشتبكوا مع الجنود، كانت مشاهد الأشخاص الذين يغلقون أحياءهم بحواجز مشتعلة تذكر الجميع بشكل مثير للقلق بالحرب الأهلية في البلاد من 1975 إلى 1990.
وذكر تقرير لصحيفة «جلوب أند ميل» الكندية أن عدم قدرة الحريري، وهو أكبر سياسي سُني في البلاد، على الاتفاق على شكل الحكومة مع ميشال عون، المدعوم من ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، ينذر بمزيد من عدم الاستقرار في بلد يعيش في خضم أزمات متعددة.
وأوضح التقرير أن لبنان لا يزال من دون حكومة كاملة الصلاحيات منذ العام الماضي، عندما استقال رئيس الوزراء حسان دياب في أعقاب انفجار ميناء بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص. ولايزال دياب، الذي يحظى أيضًا بدعم «حزب الله»، في المنصب بدور تصريف الأعمال. وسرعان ما تراجعت الليرة اللبنانية، التي تم تداولها بالقرب من 19500 مقابل الدولار الأميركي قبل الاجتماع، وبحلول يوم الجمعة كان يتم تداولها عند 24000 مقابل الدولار الأميركي في السوق السوداء.
وقبل عامين، كان شراء دولار واحد يكلف 1500 ليرة لبنانية فقط، وهو سعر صرف ظل ثابتًا لأكثر من عقدين. ونقلت الصحيفة الكندية عن عبد الرحمن زحرة، صاحب مطعم في حي الحمرا ببيروت: «الآثار المتتالية مباشرة، إن أي تغيير في سعر الصرف يؤثر على أسعار المواد الخام على الفور، والقوة الشرائية للناس تتناقص يوماً بعد يوم».
وفي غضون ذلك، تواصل الطبقة الوسطى المهنية في لبنان مغادرة البلاد.
وقال جون أشقر، الممثل الكوميدي والناشط الاجتماعي الذي شكل منظمة غير حكومية تسمى «انهض يا لبنان» لمساعدة الشركات الصغيرة المتضررة من انفجار الميناء العام الماضي: «إنه انهيار كامل، إنه شيء لم نشهده من قبل، لن نتمكن أبدًا من إعادة تأهيل أنفسنا بعد هذه الأزمة».
وقبل عام، قال أشقر البالغ من العمر 30 عامًا لصحيفة «جلوب أند ميل» إنه «ملتزم بالبقاء في لبنان للنضال من أجل التغيير، لكنه حالياً يقضي معظم وقته في الغربة»، وقال إنه أدرك أن النضال انتهى في فبراير عندما قتل لقمان سليم، الناشط البارز والمنتقد لـ«حزب الله»، بالرصاص في سيارته.