كابول (وكالات)
أعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني قرار تسليح المدنيين لمواجهة تمدد حركة «طالبان»، واصفاً المحادثات معها بـ «الميتة»، جاء ذلك فيما سيطر مقاتلو الحركة التي أعلن الاتحاد الأوروبي استيلاءها على 65% من البلاد على عاصمة إقليم «فرح» الواقع غربي البلاد، بينما أعلنت كابول التصدي بنجاح لهجوم على مدينة مزار شريف، مؤكدةً أيضاً صد الهجمات في إقليم باكتيا وتكبيدها خسائر كبيرة، جاءت هذه التطورات فيما أعلنت الأمم المتحدة أن هناك تقارير عن انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية تمارس في أفغانستان.
وأعلن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، مواصلة القتال والدفاع عن أمن أفغانستان واستقرارها، معلناً قرار تسليح المدنيين لمواجهة «طالبان»، وواصفاً المحادثات معها بـ «الميتة»، وفق ما نقلته «بلومبيرغ»، ودعا غني «رجال المنطقة الأقوياء لدعم حكومته».
وفي العاصمة كابول، قال مساعدو غني إنه يطلب المساعدة من ميليشيات إقليمية كان قد تنازع معها على مر السنين للنهوض دفاعا عن الحكومة، وقال مساعدوه إنه ناشد المدنيين كذلك الدفاع عن «النسيج الديمقراطي» للبلاد.
ميدانياً، أكدت ثلاثة مصادر أفغانية أمس، أن عناصر «طالبان» اجتاحت عاصمة إقليم «فرح» الواقع غربي أفغانستان.
وبحسب النائب البرلماني، عبد الناصري فرحي، وعضو مجلس الإقليم، شهلا أبو بكر، فإن المسلحين سيطروا على المباني الحكومية الرئيسة التي تتضمن مكتب حاكم الإقليم، ومقر الشرطة، والسجن المركزي بالإقليم.
ويشار إلى أن «فرح» هي سابع مدينة تسقط في أيدي المسلحين في غضون أقل من أسبوع.
بدورها، أعلنت الدفاع الأفغانية، أمس، التصدي بنجاح لهجوم مسلحي الحركة على مدينة مزار شريف، مؤكدة أيضاً صد الهجمات في إقليم باكتيا وتكبيدها خسائر كبيرة، وذلك بعدما زعمت حركة «طالبان» مهاجمة مزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ.
وتحدث الجيش الأفغاني عن غارات جوية ضد مقاتلي طالبان في ولاية بلخ، معلنا مقتل 18 من الحركة وإصابة 13 آخرين، وكانت الشرطة في الولاية كشفت في وقت سابق أمس، أن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومترا على الأقل منها، متهمة «طالبان» بأنها تستخدم الدعاية لترويع السكان.
كذلك أعلن مقتل 12 من الحركة خلال غارات على «نجراب» في ولاية كابيسا، وأكد مقتل 85 من مسلحي الحركة خلال التصدي لهجوم على عاصمة ولاية بكتيكا، ومقتل شخص وإصابة 3 خلال غارات للقوات الأفغانية على «شاكادارا» في كابول.
ويبدو أن استراتيجية الحركة هي السيطرة على الشمال والمعابر الحدودية الرئيسة في الشمال والغرب والجنوب ثم تضييق الخناق على كابول.
وقال غلام بهاء الدين جيلاني رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الكوارث: إن هناك قتالاً في 25 من أقاليم البلاد البالغ عددها 34 إقليماً وإن نحو 60 ألف أسرة نزحت خلال الشهرين الماضيين واتجه أغلبها إلى كابول.
وذكر مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي أن حوالي 400 ألف أفغاني نزحوا في الأشهر القليلة الماضية وأن هناك زيادة في عدد الفارين إلى إيران خلال الأيام العشرة الأخيرة. وأضاف أن «طالبان» تسيطر على 65 بالمئة من أراضي أفغانستان وتهدد بالسيطرة على 11 عاصمة إقليمية وتحاول حرمان كابول من الدعم التقليدي الذي تحصل عليه من الشمال.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ميشيل باشيليت إن هناك تقارير عن انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومنها «تقارير مزعجة للغاية» عن إعدام بعد إجراءات موجزة لأفراد في قوات الأمن الحكومية سلموا أنفسهم.
وقالت باشيليت «الناس يخشون، عن حق، أن يؤدي استيلاء طالبان على السلطة إلى محو مكتسبات حقوق الإنسان التي تحققت في العشرين عاماً الماضية».
الهند تغلق آخر قنصلية في أفغانستان
قال مسؤولون إن الهند أرسلت طائرة عسكرية إلى شمال أفغانستان أمس، لإجلاء رعاياها مع احتدام القتال بين قوات الأمن الأفغانية وحركة «طالبان» التي تتقدم صوب المدينة.
وأغلقت الهند قنصليتها في مزار الشريف، أكبر مدينة في شمال أفغانستان، وحثت الدبلوماسيين والهنود على استقلال رحلة الطيران الخاصة إلى الوطن.
وقال مسؤول حكومي إن الهند، التي استثمرت ملايين الدولارات في مشروعات تنموية في أفغانستان، أغلقت حالياً جميع قنصلياتها ولم تترك سوى سفارتها في كابول فقط.
وحث حزب المؤتمر المعارض الرئيس في الهند الحكومة أيضاً على المساعدة في إجلاء أبناء طائفتي «السيخ والهندوس» الصغيرتين في أفغانستان لحمايتهم من أي هجوم لـ«طالبان». وقدر جايفير شيرجيل، المسؤول في حزب المؤتمر، عدد أبناء طائفتي الشيخ والهندوس الأفغان بنحو 750 نسمة.