عدد اليوم
مكة المكرمة (وكالات)
استقر ضيوف الرحمن في مشعر مزدلفة مساء أمس، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، مهللين مكبرين بصوت واحد «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك». وأدى الحجاج عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، اقتداءً بسنة المصطفى، صلى الله عليه، وسلم، وبدأوا في التقاط الجمرات، استعداداً للتوجه إلى منى بعد صلاة فجر اليوم (أول أيام عيد الأضحى المبارك) لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي، وأداء طواف الإفاضة في أول أيام التشريق الثلاثة.
وتعدّ النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. وشهد انتقال الحجاج سهولة، وسلاسة في الحركة عبر الحافلات بالنقل الترددي، بمتابعة القوات الأمنية بمختلف قطاعاتها، الذين يهبّون إلى مساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم. وكان الحجاج بدأوا بعد غروب الشمس بالنفرة إلى مزدلفة، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، في يوم تعددت فيه ألوان الحجيج، وتنوعت جنسياتهم، واختلفت لغاتهم وألسنتهم، غير أن قلوبهم توحدت مجتمعة على هدف واحد هو توحيد الله وابتغاء مرضاته وعفوه ومغفرته.
وأكد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، خلال متابعة عمليات نفرة الحجاج، من عرفات إلى مزدلفة، الجهود التي تبذلها القطاعات الأمنية والجهات الحكومية والخاصة تسهم بفضل الله في تحقيق مستويات الأمن والسلامة المستهدفة لحماية الحجاج في هذا الموسم الاستثنائي الذي يشهد فيه العالم استمرار تفشي جائحة «كورونا».
وكان المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة السعودية هشام سعيد قال، إن تصعيد الحجاج إلى عرفات بدأ منذ الساعة الخامسة فجراً، حيث تم نقلهم بحافلات النقل الآمن، حسب خطط التفويج عبر المسارات المخصصة لهم. موضحاً أنه تم تجهيز ما يقارب 400 ألف متر مربع، في المشعر لاستقبال الحجاج، ومبيناً أن هذه المساحة تعادل 5 أمتار مربعة لكل حاج، والهدف منها تجويد الخدمات المقدمة لضيف الرحمن، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية المتفق عليها في حج هذا العام. وكشف عن استخدام التقنية الحديثة مثل «بطاقة الحج الذكية» لإحكام عمليات التفويج والرقابة الآنية، وإجراء أي تدخل سريع في حالة الإخلال بهذه المنظومة، مؤكداً أنه حتى الآن لم يتم رصد أي خلل في هذه المنظومة، وهي تسير وفق ما هو مخطط له.
وأكد نائب وزير الحج عبد الفتاح بن سليمان مشاط، أن تفويج الحجاج إلى صعيد عرفات تم بسلاسة كبيرة، لافتاً أيضاً إلى توفير مساحات كبيرة لحملات الحجاج في مزدلفة. وأضاف مشاط أن مخيمات الحجاج تضم مصليات خاصة لضمان التباعد، كما أن الطاقة الاستيعابية لجبل الرحمة محددة». وتابع«نعمل على تنظيم وفود الحجاج، والجولات التفقدية مستمرة للوقوف على أية مخالفات».
وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب أن الأجهزة الأمنية تعمل بكامل استعداداتها في المشاعر المقدسة منى وعرفات ومزدلفة لتنفيذ خططها لإقامة المناسك، وفق التنظيمات المعتمدة والإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية المتخذة لمواجهة جائحة كورونا. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة لأفراد مختلف القطاعات التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
وأدى حجاج بيت الله الحرام اليوم صلاتي الظهر والعصر، جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة، اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. واستمع الحجاج لخطبة عرفة، التي ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، ودعا فيها المسلمين إلى تقوى الله والامتثال لأوامره للفوز فوزاً عظيماً والفلاح في الدنيا والآخرة. وأشاد بالإجراءات السعودية الحكومية التي حرصت على سلامة موسم الحج من أن يكون محلاً لانتشار الأمراض، وأن يكون بؤرة للوباء، وقال إنّ السلطات حرصت على إقامة الشعيرة بشكل صحي يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الجسدي».
وأظهر البث الحي لقناة الإخبارية الحكومية الحجاج، وهم يغادرون مشعر عرفات مع غروب الشمس. وكانت عشرات الحافلات الملوّنة تنتظرهم لنقلهم إلى مزدلفة، حيث يبيتون ويجمعون الجمرات لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. ووزعت بعض الجمعيات الخيرية، وحملات الحج مظلات وسجّادات وجمرات معقمة على الحجاج.
