واشنطن، جنيف (الاتحاد، وكالات)
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعمل مع السعودية عن كثب لمواجهة الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابي المدعومة من إيران، مؤكدةً أن الميليشيات لاتريد الجلوس إلى طاولة المفاوضات وأنها تسعى للسيطرة على مأرب قبل الانخراط في أي عملية تفاوضية، يأتي ذلك فيما أعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء استمرار تأثير هجمات «الحوثي» في مأرب على المدنيين.
وأكد قائد القيادة المركزية الأميركية، كينيث ماكنزي، أمس، أن واشنطن تعمل مع السعودية عن كثب لمواجهة الهجمات الحوثية.
وشدد ماكنزي على أن «الحوثيين لا يريدون الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأنهم يسعون للسيطرة على مأرب قبل الانخراط في أي عملية تفاوضية». واتهم ماكنزي، إيران بأنها غير مهتمة بتحقيق السلام في اليمن على الإطلاق، ولا بالأوضاع الإنسانية في البلاد. وأضاف أن «إيران تزود الحوثيين بالسلاح وترى أن مصلحتها في استمرار الحرب».
وأمس الأول، حمّل المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، ميليشيات الحوثي الإرهابية مسؤولية فشل الجهود الرامية لإحلال السلام ووقف إراقة الدم في اليمن.
وندد ليندركينغ بشدة، خلال لقائه وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، باستمرار هجمات الحوثي على المدنيين، مؤكداً أنه لا حل عسكريا للصراع في اليمن. وأشار إلى أن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار يمثل ضرورة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية.
إلى ذلك، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس، عن القلق البالغ إزاء استمرار تأثير القتال على المدنيين واستهداف الأعيان المدنية في محافظة مأرب والتي تحاول ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران انتزاعها من الحكومة اليمنية منذ عدة أشهر.
وقالت المتحدثة الإعلامية باسم المفوضية اليزابيث تروسل في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي إن «من بين الهجمات الأخيرة قصف مجمع مدني في مدينة مأرب يضم مكتب المحافظ والفرع المحلي لوزارة التخطيط ومقر للشرطة ومسجد وسجن للنساء في الـ 10 من يونيو الجاري».
وأضافت أنه من «المرجح أن تكون ميليشيات الحوثي قد استخدمت في هذه الهجمات صواريخ وربما طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات ما أدى إلى مصرع 8 أشخاص وإصابة 30 مدنياً من بينهم امرأة».
ودعت تروسل جميع أطراف إلى احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني بما في ذلك التزامهم باحترام مبادئ التمييز التي تحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية والبنية التحتية وكذلك مبادئ التناسب والاحتياطات في الهجوم.
كما أكدت ضرورة اتخاذ أطراف النزاع أيضاً جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين الخاضعين لسيطرتهم من آثار الهجمات بما في ذلك الالتزام بتجنب وضع أهداف عسكرية في مناطق مأهولة بالسكان وإبعاد المدنيين عن هذه الأعيان إلى أقصى حد ممكن.
وفي الوقت ذاته، حثت المفوضية جميع أطراف النزاع على العودة إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد ذلك «لأن الحل السياسي وحده هو الذي يمكنه إنهاء هذا الصراع»، مشددةً على ضرورة تجنب تسييس المساعدة الإنسانية والسماح باستيراد السلع التي يحتاجها المدنيون بشدة.